Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مستقبل التعليم ليس بأدوات الماضي!!

مستقبل التعليم ليس بأدوات الماضي!!

A A
من المهم أن تكون الأهداف والرؤية واضحة لكل شركاء التعليم، بدءًا من منسوبي التعليم من المعلمين والقيادات العليا ومن ثم من تقدم لهم خدمة التعليم من أبنائنا (لأنهم العملاء الأساسيين الذي تقدم لهم الخدمة) ثم أولياء أمورهم كشركاء دائمين لوزارة التعليم في هذه الرحلة، يجب أن يتفقوا جميعًا على وضوح رؤية أي تطورات جديدة أو تعديل في الرحلة التعليمية ومدى مناسبتها من حيث الاستعداد لها بيئيًا وماديًا والإمكانات المتوفرة وفائدتها على المستوى الأكاديمي والمهني بعد هذه المرحلة.. بدءًا من قرار الفصول الدراسية الثلاثة، مرورًا بمسارات المرحلة الثانوية، وانتهاءً بتحديد مواعيد الاختبارات النهائية وطريقتها، إن عدم تهيئة المناخ الداعم والمسهل للتطوير يؤدي إلى مقاومة التطوير أو التشكيك في جدواه وضعف تحمل المسئولية ويولد غياب روح الفريق والمشاركة في صناعة القرار فيجب ألا نرفض قديمًا قبل تقويمه أو نفرض جديداً قبل تجريبه.

عندما نتحدث عن تطوير التعليم وهو يخطو خطوات كبيرة لكن مازال في إطار تقديم المعرفة والخبرات للمتعلم في الأغلب، بينما الواقع المعايش والقرن الواحد والعشرين يتطلب أن تتوفر في الطالب مهارات شخصية واجتماعية أكثر تقدمًا وقادرة على حل المشكلات وإدارة الذات والحلول الابتكارية والتفكير الإبداعي الناقد واتخاذ القرار وهذا يتطلب تعليم يعتمد على «تخطيط وتنظيم فرص التعلم» والفرص لا تشتمل على ماذا يتعلم التلميذ فقط ولكن تتضمن أيضًا كيف؟ ولماذا؟ وأين؟ ولماذا لا؟ وعندما نتحدث عن تدريب المعلم فنحن لا نزال نتعامل على أنه ناقل للمعرفة وهو بؤرة الارتكاز والعمود الفقري في العملية التعليمية بينما تربية المستقبل تتوقع من المعلم أدوار أخرى منها إرشاد الطلاب إلى مصادر التعلم وتعليمهم البحث عن المعرفة واستكشاف قدراتهم وتنميتها والتسليم بفروقهم الفردية والتعامل معها ومع صعوباتهم واشباع حاجاتهم وتساؤلاتهم وتهيئة البيئة المحفزة لمواهبهم، ومازلت أؤمن أن أفكار التطوير ومشروعاته تأتي من القاعدة، تأتي من من هم في الميدان التربوي من المعلمين والتربويين وحيث المستهدفون من التلاميذ والطلاب فإصلاح التعليم يجب أن يشرق من عيون التلاميذ رجال المستقبل.

المحاولات مستمرة لتفهم الميل إلى استخدام الاقتباس والتبني في الاستفادة من بعض التجارب الدولية في تطوير التعليم وإسقاطها فيما يخص طول فترة الخطة الدراسية وغيرها ولكن لكل نظام تعليمي خصوصيته وذاتيته وأطاره المرجعي بما يتناسب مع الظروف البيئية التي نشأ فيها والإمكانات المادية وواقع المجتمع المعايش ودرجات صيف حارقة عانى منها الجميع مع التطلع إلى نظام تعليمي يواجه بقوة التحديات المستجدة التي تهدد المجتمع وقد تزيد في المستقبل.. فهل أعددنا لها؟ كل هذا يدعونا أن نعد أبنائنا للمستقبل ونجعلهم قادرين على قيادته واستشرافه والتخطيط له.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store