من منا لا يحلم بتملك عقار خاصة للأشخاص الذين لا يملكون عقارًا، ولطالما سيطر هذا الحلم على تفكيرهم ورؤيتهم لأنه من الاحتياجات المهمة والضرورية في الحياة كمرحلة ثانية بعد مرحلة الزواج، وقد يجهل البعض الطريقة الصحيحة لتملك العقار ويعتقد أنها عملية سهلة ومشروع يمكن الحصول عليه بسهولة، ولكن الحقيقة أنه مشروع يحتاج لمعرفة عدة أمور ودراستها جيدًا قبل أخذ قرار الشراء وتملك العقار وهي تحتاج إلى عدة نصائح مهمة ودراسة مستفيضة ومنها على سبيل الذكر لا الحصر:
* اختيار العقار تبعًا للغرض المطلوب: حيث لابد من معرفة الغرض من شراء العقار سواء كان الغرض منه تجاري من أجل الاستثمار أم سكني من أجل السكن الشخصي، كَفِيلّا أو شقة أو عمارة سكنية ومواصفات كل نوع من هذه الأنواع وتركيز البحث على الغرض المطلوب.
* تحديد وتخطيط الميزانية: وهي الميزانية الخاصة بالعقار المطلوب ويشترط أن تكون بشكل واقعي وعدم تجاوزها لعدم التسبب في أضرار مالية مستقبلا والتي قد تؤدي إلى خسائر مالية والتزامات غير مدروسة. * تحديد الوقت المناسب للشراء: يتم ذلك بمعرفة نشاط سوق العقار خلال العام والدورة العقارية وعدم التسرع واستغلال فترات الجُمُود العقاري (مثل فصل الصيف وبداية الدراسة) والتي تنخفض فيها أسعار العقار مع مراقبة فترات العروض العقارية للشركات ومحاولة الاستفادة منها.
*تحديد المنطقة المناسبة للعقار: وتأتي بعد معرفة الغرض من الشراء (تجاري أم سكني) للتركيز على منطقة معينة حسب الغرض ومعرفة المميزات المطلوبة للمنطقة والميزانية المقررة لها ومواصفات العقار المطلوب في المنطقة.
* البحث في متوسط أسعار العقار للمنطقة المحددة: لعدم الوقوع ضحية الغش والتلاعب بالأسعار من بعض أرباب العقار ووكلائهم مما يُساعد على اختيار أفضل الأسعار والخيارات المتاحة في المنطقة حسب الميزانية المحددة مسبقا.
* فحص العقار عن طريق متخصصين وخبراء: لابد أن يكونوا مُعْتَمَدين في البناء والتشطيب أو اللجوء لمبادرة البناء المستدام لوزارة الإسكان والتي توفر خدمات فحص جودة البناء والعقارات بشكل عام مع تجنب شراء العقارات القديمة التي تحتاج إلى ميزانية خاصة للصيانة والتجديد والترميم.
* الحصول على كافة الضمانات الموثقة: وتكون على الإنشاءات للعقار وخاصة السباكة والكهرباء وعَدّادَاتها وأحمالها وتكون مُوضحة ومُحددة المعالم والتفاصيل وتشمل مدة إصلاح الأخطاء والنواقص ومخالفات التأخير. * عدم شراء عقار لم ينشأ بعد: مثل أن يكون التسليم في المستقبل والذي لا يُعْرَف ظروفه ومدى التزام الشركة العقارية وعدم الدخول في قضايا قانونية تكلف كثيرًا من الوقت والجهد والتكاليف وقد تُلغى عملية الشراء.
* التأكد من مطابقة العقار للواقع: من الناحية المستندية للمساحة والتراخيص والتأكد من عدم وجود مخالفات في البناء أو تجاوزات أو متأخرات على الخدمات المقدمة للعقار قبل الشراء.
* التأكد من ملكية البائع للعقار: تتم قبل عملية الشراء للحرص من عمليات النصب والتزوير والوكالات غير الشرعية أو منتهية الصلاحية والتي تتم بها عمليات البيع الوهمية، وفي حالة الورثة لابد من التأكد من قانونية مستندات الوراثة.
وأخيرا وليس آخرا، مشروع تملك عقار هو مشروع ينظر له البعض على أنه مشروع العُمْر الذي يسعى ويُخطط له طيلة حياته، والذي يمكنه به تأمين مستقبله ومستقبل عائلته خاصة إذا كان مشروع سكني، وأما من يرغب في تملك عقار بغرض الاستثمار فإنه على المدى الطويل يُعْتَبَر من أفضل أنواع الاستثمار وأكثرها أماناً، لذلك لابد من عمل دراسات جدوى اقتصادية متكاملة وخاصة بالعقار المطلوب قبل الشراء وعدم الاستعجال واختيار الوقت المناسب والمنطقة المثالية للغرض المنشود واستشارة أهل الخبرات والتأكد من سلامة العقار وتوفر جميع الخدمات المطلوبة والتعامل مع شركات ذات سمعة مرموقة في السوق العقاري والحصول على كافة الضمانات المطلوبة عن العقار المرغوب شراؤه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
