Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

تفكير شوارعي خارج الصندوق!!

A A
كلّما أمشي على قدميّ في شوارع أحياء جدّة الفرعية، وأرى ما يُرمى عليها من نفايات عجزت شركات النظافة عن تكنيسها وجمعها كلّها، بما لديها من عُمّال مُخلصين في عملهم وآخرين غير مُخلصين قد امتهنوا التسوّل من الباطن، وبما تتعاقد الأمانة مع شركاتهم بمئات الملايين من الريالات سنوياً للنظافة، أجدني أتساءل للمرّة (التسعطعشر): لماذا لا نُفكّر خارج الصندوق فيما يخصّ ضبط وضمان نظافة الشوارع؟.

بدايةً قد يكون هذا الوضع ماثلاً للعيان كذلك في مدننا الأخرى، وليس جدّة فقط، أمّا كيفية التفكير خارج الصندوق فلأبدأ بِلَوْم المواطنين والمقيمين على رمي النفايات في الشوارع وليس في الحاويات، والمواطنون يُفترض أن يكونوا الأحرص على النظافة لأنّ البلد وطنهم، والمقيمون يُفترض أن يحترموا البلد الذي يستضيفهم للعمل أو الزيارة، وهم يُبالون بنظافة شوارع مدنهم في بلادهم فلماذا لا يفعلون المثل عندنا؟ لكن من ناحية أخرى، فإنّ من طبيعة البشر الاعتناء بكلّ حسن وإبقاؤه حسناً، وعندما يرون حال هذه الشوارع غير الحسنة، والأسفلت والأرصفة وما فيهما من حُفر ومطبّات تسبّبّت فيها شركات الخدمات ورمّمتها أيّ كلام، وتدهور التشجير، وخلّو الشوارع من العلامات الإرشادية التي نراها فقط في المدن المتطوّرة في الخارج، فإنّ كثيراً من المواطنين والمقيمين يفكّرون في أنفسهم: هي غير حسنة، أي الشوارع، فلماذا نكترث بنظافتها؟ وهذا ولو كان تفكيراً سيئاً فإنّه يحصل، وأتحدّى من يثبت لي العكس.

إذن، فإنّ التفكير خارج الصندوق يكون بتحسين حال هذه الشوارع، بتحسين بُنيتها الأساسية، وتحسين أسفلتها وأرصفتها، وتحسين تشجيرها، وتزويدها بكلّ العلامات الإرشادية، كي تصبح حسنة في أعين المواطنين والمقيمين، فيخجلوا من أنفسهم قبل أن يرموا عليها ما هم رامون، وهناك الكثير الفائض من الميزانيات الذي يسمح بعمل ذلك، وما أدراكم أنّنا سنقلّل قيمة عقود النظافة، ونوفّر مئات الملايين من الريالات، وهذا مال كثير يمكن تخصيصه لأمور أخرى وأهم.

هذا هو مختصر التفكير خارج الصندوق، وبأمانة ما زِلْنا نُفكّر بداخله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store