تنمية الثقافة التكنولوجية لمواكبة تطورات شبكات التواصل

يشهد العالم اليوم ثورة التطور السريع والمتنامي في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وما صاحب ذلك من ظهور تقنيات حديثة تسهل سبل الحياة مثل أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتطبيقات والشبكات والاتصالات وشبكة الويب والمواقع الإلكترونية.

وتعد شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي، في عملية تطور مستمر، ففي ظل هذا التطور الحضاري فإنه يتوجب علينا أخذ ذلك في الحسبان باعتبارها قضية مركزية ليس لأجل التطور فحسب بل من أجل البقاء على الحياة خاصة وأن التقنية تسهم في إعادة تشكيل العديد من المقومات الأساسية لتتلاءم مع الاحتياجات العصرية للبشرية.

وبالرغم من أن مجتمعنا يعد من أكثر المجتمعات حصولاً على وسائل التقنية الالكترونية الحديثة ويتفاعل معها بشكل كبير إلا أن الثقافة التكنولوجية لازالت لدى العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، دون المأمول ولعل ما نصبوا إليه كتربويين وتكنولوجيين هو محو الأمية التكنولوجية التي ما زالت تغزو بعض افراد مجتمعنا، فمحو الأمية التكنولوجية لا تقتصر على استخدام هذه التكنولوجيا بل تتعدى لتصل إلى التحلي بالقيم والتعاليم لديننا الحنيف والتركيز على ثوابت المجتمع والحفاظ على العادات والتقاليد التي بدأنا نفقدها شيئا بعض شيء، وهو نتاج متوقع لمخرجات الثقافة التقنية والمفاهيم الخاطئة التي تبني ثقافة جيل المستقبل خاصة وان الدراسات والبحوث العلمية تؤكد حاجة الأبناء بمختلف فئاتهم العمرية لتحسين مستمر في جانب الثقافة التكنولوجية.

وبناء على تلك المعطيات ولما وصلنا إليه من محتوى رقمي غير المأمول منه، لابد من تكثيف البرامج المخصصة لتنمية الثقافة التكنولوجية ومحو الأمية التكنولوجية في جميع جوانب الحياة وذلك للإسهام في تنمية القيم الأخلاقية الإيجابية بالإضافة لإعادة تأهيل شرائح المجتمع بمختلف المراحل العمرية من خلال تحديث وتطوير مدخلات التعليم والتدريب الإلكتروني وتحسين التقنيات والممارسات والأساليب التدريسية والتقويمية القادرة على دعم الثقافة التقنية والاهتمام بالجوانب المعرفية والتكنولوجية وإعطائها قدرًا كافيًا وفعالًا عند إعداد المواد المنشورة، ووضع الخطط التعليمية والتدريبية المستقبلية.