Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

هندسة قيمة المساجد..!!

A A
مع كلّ صلاة أصلّيها في المسجد أتذكّر شيئاً واحداً لم يتحقّق حتّى تاريخه في كلّ مساجدنا تقريباً، طبعاً باستثناء المسجد الحرام في مكّة المكرّمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة وغيرهما من المساجد التي تتولّاها الدولة بناءً رائعاً وصيانةً وتشغيلاً، ولا يُنكر جهودها العظيمة إلّا الشخص الجاحد والكفور.

وهذا الشيء واقعي وسهل التحقيق، وأدعو الله أن يتحقّق في القريب العاجل، فالمساجد هي بيوت الله على أرضه، وهي أحبّ البقاع إليه، وطالما هي كذلك فمجتمعنا مُطالبٌ بالعناية بها خير عناية، رضاً لله، وقُرْبَةً له وعبادة.

وهناك توازن مفقود بين ما يُصرف على مساجدنا لبنائها، عظْماً وتشطيباً وتأثيثاً وبين ما يُصرف عليها للصيانة والتشغيل، فترى الصرف الأول، أي على البناء سخياً للغاية، ومواصفاته فوق الحاجة ومُبالغٌ فيها، وبقيمته يمكن بناء مساجد أخرى فيما لو هُنْدِسَت القيمة، ولا أبالغ بقول ذلك بل هي الحقيقة بلا جدال.

أمّا الصرف الثاني، وهو على الصيانة والتشغيل، فنسبته مقارنة بنسبة البناء ضئيلة للغاية، وربّما تصبح صِفْراً مئوياً بعد مرور شهور أو سنوات قليلة على افتتاح المساجد، فتتدهور حالة مباني المساجد فنياً رغم ما فيها من معنويات وروحانية كبيرة.

أنا أقترح ورزقي على الله، أن تتدخل وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف قبل التصريح ببناء مسجدٍ ما على نفقة فاعل خير، بتوفير معايير بناء أرخص لكنّها سليمة وآمنة ومُريحة، تجنّباً للبذخ غير المطلوب، فالراحة النفسية والجسدية التي تُوفّرها الصلاة ليست مرتبطة بالبذخ، وهكذا تتوفّر أموال تُخصّص للصيانة والتشغيل لفترات طويلة، في كلّ مرافق المساجد وعلى رأسها النظافة والتكييف ودورات المياه والميضات وكلّ ما تلزم له صيانة يومية أو دورية، لتظهر كلّ مساجدنا الموجودة في المدن والقُرى وعلى الطرق بالمظهر اللائق بنا وببلادنا. فضلاً، هندسوا قيمة المساجد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store