Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوطن والإستراتيجية الصناعية وفرص الاستثمار المتاحة

الوطن والإستراتيجية الصناعية وفرص الاستثمار المتاحة

A A
استبشر المواطنون خيراً بإعلان الإستراتيجية الصناعية، حيث الوطن -والحمد لله- غنيٌ بالثروات الطبيعية حسب ما أوضحته الدراسات الجيولوجية، والأبحاث المتخصصة، عن فرص متعددة تعدينية، وصناعية، وزراعية بالقطاع الأوسط من المملكة، وذلك يتطلب تحركاً مُنظماً بدءًا من إعداد الدراسات الأولية للجدوى الاقتصادية، والخروج بقوائم مئات من الفرص المتنوعة بحجمها وتكاليفها ومَواقعها الجغرافية على مستوى الوطن.

فرص متاحَة لم تستثمَر بعد، يزخر بها الوطن.. فمثلاً هنالك إقليمان هما: (الرّف العربي، والدرع العربي) يحتضنان أكثر من 5 آلاف موقع تعديني، تقدر قيمتها التقريبية بتريلونات الريالات، تضم خامات الغاز، النفط، الرمل، الطَفْل، أحجار جيرية، وصخور رسوبية، صالحة لصناعات متنوعة.

فلو نظرنا مثلاً لصادراتنا من النفط الخام، واللقيم الصناعي الذي يوجه لعدد من الدول كمادة جاهزة للتصنيع، لتقوم هي بتحويلها إلى منتج نهائي في شكل آلاف من السلع الاستهلاكية، وتعيدها إلينا كمنتج نهائي موجه للمستهلك كالمنتجات البلاستيكية والكيميائية، أيضًا هنالك سلع أخر ذات بُعد إستراتيجي، وتمس الأمن الغذائي كالدواجن، والتي نستوردها منذ عقود من البرازيل وفرنسا، ومع ما شهدته الأسواق العالمية من ارتفاع لافت في الأسعار، نتيجة جائحة كورونا وتوترات الحرب الأوكرانية، ومثلها حدث مع البيض والأسماك، مثل هذه المشاريع الاستثمارية حال وجودها ستسهم بمشيئة الله في خلق مئات الآلاف من الفرص الوظيفية، إلى جانب فرص عمل حر تتولّد من خلال الحاجة لخدمات لوجستية مساندة، في الوقت الذي لا تتطلب مخاطرة، ولا تؤثر على مخزون المياه.

علينا أن نخرج بدروس مستفادة من الحرب الأوكرانية الروسية، وقبلها جائحة كورونا، حيث ما تزال آثارهما الاقتصادية والتنموية تنعكس على معظم الدول، المملكة واحدة منها، حيث تأثرت حركة السفن والشحن، من وإلى الكثير من دول العالم، وتعثرت سلاسل الإمداد من واردات وصادرات لمختلف السلع الاستهلاكية، وهو ما يفرض على المخططين أخذه بعين الاعتبار، وإعادة النظر لمواكبة الظروف بتأسيس مشاريع ذات أهمية وأولوية تلبي احتياجات الأمن الغذائي والاقتصادي.

وكما سبقت الإشارة إليه إن الدجاج الذي نستورده من البرازيل وفرنسا، والقمح من أوكرانيا وكندا وأمريكا بسعر عالمي، ومع ذلك لا يمكن الاعتماد عليه، ولا حتى الاطمئنان على توفر هذه المنتجات أثناء الأزمات، ومن ثم يصبح من الأهمية تطوير الآليات واستخدام الوسائل الحديثة لإنتاج معظم احتياجاتنا الخاصة بالأمن الغذائي محلياً والاستغناء عن الاستيراد، كما بإمكاننا أن نستبدل الدعم النقدي، أو العيني غذائي أو غيره الذي نقوم بالتعاقد على شرائه وتسليمه لبعض الدول والهيئات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store