Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صناعة التوظيف

صناعة التوظيف

A A
لا شك اليوم أن التوظيف هو صناعة متقدمة تُبنى على أسس وتُصاغ وفق العوامل المتغيرة، صناعة فريق عمل ليس بالأمر السهل ولكنه ليس بالمستحيل متى ما كان فريق العمل مميزاً سيتغلب على كل التحديات وسيمضي إلى النجاح ولا يجلب النجاح إلا المواهب المميزة، أما إذا كانت المنشآت تعتمد على أن يكون التوظيف لديها لسد الخانات فقط فستستمر في دوامة ولن تتقدم وقد تتأخر، ونلاحظ اليوم بكل أسف بعض المنشآت لا تعرفو من التطور إلا تغير المسميات الوظيفية دون تفكير لماذا تغير المسمى في المنشآت الأخرى، سنتعرف في هذا المقال على الفرق بين أخصائي التوظيف وأخصائي المواهب والتوظيف الحديث.

إدارات التوظيف سابقاً -ولا يزال البعض يمضي في هذا الخطأ إلى الآن- تنسخ ممن قبلها شروط الوظائف من المؤهلات والمهارات بل وحتى عقود الموظفين حتى ولو كانت لا تحتاج كل هذه الشروط ولكن اعتمدوا النسخ والتقليد ظنًا منهم بنجاحها، دون دراسة للسوق والمرشحين، ويبدأ أخصائي التوظيف برحلة طويلة من إعلان وفرز ومقابلات وفي النهاية قد لا يكون الاختيار موفقًا، فالمقابلات أحيانًا لا تكفي للتعرف على أهداف وطموح وتصرف المرشح، لكن اليوم التوظيف الناجح هو عدم استهداف مرشحين بل باقتناص الموهوبين، لذلك أوجد مسمى أخصائي مواهب.

الشركات الكبرى في كثير من الدول تعتمد على المتابعة بل وتلزم موظف صائد المواهب بتصفح صفحة الشركة «بموقع اللينكد إن» والصحف واللقاءات العملية وحضور الاجتماعات العملية ويدون أسماء وحسابات المميزين من مختلف الإدارات، حتى إذا سنحت الفرصة لشاغر يتم التواصل مع المرشح المميز؛ فهو قد تابع طرحه وتواصله مع الأعضاء وتعرف على طموحه وأهدافه.

للأسف إن الكثير من المنشآت تبين أن إدارة الموارد البشرية لديها في جهل وذلك لعدم معرفتها بطرق التوظيف، فالشروط والمؤهلات ثابتة في كثير من الأحيان والمسميات الوظيفية متغيرة، علماً بأن التوظيف التقليدي لا يبني منشأة قوية.

فهم يعتقدون بإعلانهم عن وظيفة بسيطة بالشهادة الجامعية وإجادة اللغة الإنجليزية أنهم وفقوا باختيار الشخص المناسب ويفتخرون بتوظيف جامعي، الافتخار يجب أن يكون بإنجازات موظفيكم وليس بشهاداتهم، ويتفاجأون بعد فوات الأوان بعدم استمرار الموظفين ولم يدركوا نواة الخلل!

بعض الوظائف تحتاج إلى مؤهل مناسب وشخص مناسب، فقط عليك البحث عن المميز الناجح، في اليابان مثلاً كثير من المنشآت التي تختص في مجال المبيعات لا يكاد الاستقطاب أن يقف بها، ويهتمون في قدرتك على الإقناع والبيع لا عن مؤهلاتك ولا عن مهارات لا تتناسب مع الوظيفة، يعرفون كيف تقاس الوظائف وما تحتاج من مؤهلات ومهارات، وتوجد إدارات تعرف كيف تحافظ على الكفاءات، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يعتمدون على الإنجازات والمهارات، والاستقطاب ليس على المؤهلات والطرق البدائية، وهذا ما يجعل أغلب شركاتهم ناجحة.

التوظيف اليوم هو استقطاب من خلال المتابعة وإبقاء المواهب بتحفيزهم وترقيتهم، ويكون ذلك بناء على الإنجازات وليس على جمع الشهادات فقط.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store