Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

دعونا نلتهم التاكو!!

A A
لا أحبّ وجبة التاكو المكسيكية الشهيرة، بشطيرتها القاسية والرقيقة، وحشوتها من اللحوم المُبهّرة والحارّة بالفلفل الرهيب، وكميات الملح الكبيرة الموجودة فيها، حرصاً على صحّتي العزيزة.

لكنّي مستعدّ لأكلها فطوراً وغذاءً وعشاءً وبين الوجبات إذا فاز منتخبنا لكرة القدم على نظيره المكسيكي بعد غد في ختام دور المجموعات لبطولة كأس العالم المقامة حالياً في قطر، احتفالاً وتشجيعاً وتعضيداً وتأييداً لمنتخب الوطن.

وفوز منتخبنا، ولا شيء غير الفوز هو الذي يؤهّلنا للدور الثاني من البطولة العالمية، وهو في متناول اليد كما هو في متناول القدم إذا استغلّ منتخبنا الحالة الذهنية الجيّدة التي يشعر بها الآن، وهي اكتشافه أخيراً إمكانية مقارعته لكبرى المنتخبات العالمية مثلما فعل مع الأرجنتين وحالفه التوفيق، ومثلما فعل كذلك مع بولندا لكن بدون توفيق.

ومستوى الكرة السعودية لم يعد يقلّ كثيراً عن المستوى العالمي بسبب احتكاك اللاعبين السعوديين القوي محلياً مع اللاعبين السبعة الأجانب المحترفين خلال السنوات الأربع القليلة الماضية، وسوف يتضاءل الفارق في المستقبل إذا سار التطوير الكروي بنفس النهج، ولو احترف بعض لاعبينا في أوروبا لعجّل ذلك وقلّل من مُدّة التطوير.

إذن دعونا نأكل التاكو بل دعونا نلتهمه بشطيرته وحشوته وبهاراته وفلفله وملحه، فليس المنتخب المكسيكي بالمنتخب الذي لا يُقهر، وكما هو مهاري وقوي وسريع فلدينا لاعبون مهاريون وأقوياء وسريعون، ولنقاتل حتّى آخر ثانية، وليفتدي كلّ لاعب وطنه بروحه ودمه وجسمه، فلا أغلى من الوطن، ولا أجمل من رفع رايته فوق كلّ الرايات الأخرى، ولنفرح جميعاً بالانتصار المؤزّر عليه، كما قال الشاعر ابن دينير:

نصرٌ من الله وافانا به الخبر

فلتهنك العزة القعساء والظفر

وهذا هو أقلّ ما يُهدى للجمهور السعودي العاشق لوطنه، والزاحف لتشجيع منتخبه رغم مشاغلهم وهمومهم ومشكلاتهم المعيشية، وبالله التوفيق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store