مهرجان "عنترة الثقافي".. الانتصار للثقافة العربية والاحتفاء برموزها المؤسِّسة

يأتي مهرجان "عنترة الثقافي" المقام حالياً في مركز غاف الجواء بمنطقة القصيم، بوصفه دلالة إضافية على توجّه وزارة الثقافة نحو الاحتفاء بالرموز المؤسِّسة للثقافة في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد جملة من الفعاليات والمبادرات النوعية التي نظمتها الوزارة وأحيت فيها رموزاً وعناصر ثقافية أصيلة، مثل مهرجان "الأعشى" الذي أقيم في منفوحة مسقط رأس الشاعر العربي الشهير، ومهرجانات "البشت الحساوي" و"الخطوة الجنوبية" و"رجال الطيب"، ومبادرتي "عام الخط العربي" و"عام القهوة السعودية"، والتي تشكل في مجموعها مزيجاً مميزاً من الفرادة والأصالة والعمق الثقافي.

ويجسد مهرجان "عنترة الثقافي" صورة بانورامية عن حياة الشاعر العربي الكبير عنترة بن شداد في مسقط رأسه في محافظة عيون الجواء بالقصيم وسط المملكة العربية السعودية، وذلك عبر محتوى غني يشتمل على "المعرض التفاعلي" الذي يعرّف بحياة عنترة من نشأته وحتى وفاته بواسطة شاشات عرض كبيرة، إضافة إلى الراوي الذي يحكي حياة الفارس بطريقة مبسطة للزوار، ومكتبة "عنترة" التي تسمح للزائر بقراءة مجموعة من أعمال الأدب والفن التي وثقت حياة عنترة وتأثيرها على الثقافة العربية، مروراً "بعبلة وصخرة النصلة"، و"مسرح عنترة" الذي يقدم سلسلة حلقات نقاش عن تأثير أدب عنترة ومعلقته الشهيرة التي أصبحت جزءاً أصيلاً في ثقافة العرب.

وتتمثل القوة الثقافية في حياة عنترة في شعره الملحمي الأدبي الذي وظف فيه عناصر حُبه لجميلته "عبلة" حتى بات رمزاً يستخدم في مراسلات التعلق والتعبير عن المشاعر بين المهتمين باللغة والأدب وخصائصهما؛ ليضع بذلك عبقاً أدبياً على جدار صخرة النصلة.

وأظهر المهرجان ما تميز به الشاعر عنترة بن شداد من قدرة أدبية جعلته يتصدر الأدب في عصره آنذاك، كما أكدت من خلاله وزارة الثقافة على قيمة ما تُنجزه في مسار "الشعر العربي" الذي تحتفي من خلاله بالأسماء الرائدة والمؤسِّسة للثقافة العربية، وخاصة تلك التي ظهرت من قلب الجزيرة العربية وكان لها تأثير في مسيرة الإبداع العربي منذ العصور الأولى، وذلك بهدف إحياء مكانتهم الثقافية عبر قوالب مبتكرة تُسهم في تعزيز حضورها في الحياة المعاصرة.