Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فارس تحتضر.. أسقطوا العمائم، وأحرقوا بيت خامنئي!

فارس تحتضر.. أسقطوا العمائم، وأحرقوا بيت خامنئي!

A A
إن استمرار الثورة في إيران ضد الحكومة يعطينا العديد من الدلائل، منها: يأس المواطن وانتظاره سببًا ليثور، والعقوبات التي تعرضت لها إيران جراء تجاوزاتها وتهديدها لأمن دول الجوار والدول الأخرى خارج محيط الشرق الأوسط؛ مما أدى إلى تدهور اقتصادها، وتدهور الاقتصاد يؤدي إلى خفض مستوى المعيشة وانتشار البطالة والفساد.

وهنا لا بد من بيان أن إيران لم تعمل على استغلال عمقها التاريخي والحضاري الممتد لآلاف السنين، وكذلك موقعها الاستراتيجي في أواسط آسيا الذي يربط بين شرقي وغربي القارة الآسيوية؛ حيث كان بإمكانها أن تستغل قوتها الناعمة التي كرستها في مجال مذهبها الديني في ميادين أخرى متنوعة، فمنذ أقدم الأزمنة وإيران تتخذ من الدين وسيلة لتحقيق أهدافها، حيث عملت على نشر الزرادشتية والمزدكية، وتركت الجوانب الأخرى المتصلة بالثقافة والتراث والفنون والسياحة.. وللأسف انشغلت بالتدخل في سياسات دول أخرى، ومحاربة الدول المعارضة لسياساتها، وتصدير أموالها التي كان من المفترض أن تستغلها في تطوير وبناء الدول، أو الاهتمام برفاهية مواطنيها، بل فعلت العكس؛ حيث صدرت تلك الأموال للخارج لدعم المنظمات الإرهابية، والإعلام المناصر لها، وغيرها الكثير من الأعمال التخريبية.

وفي ذات السياق، نستطيع القول: إن المواطن الإيراني -وخاصة فئة الشباب- أدرك وفهم أهداف الحكومة التي تسعى لتحقيق أحلام بعيدة وغير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وأدرك أيضًا بعد قرابة 44 عامًا فشل مشروع الثورة الإسلامية ١٩٧٨م، فرفض المخطط الذي يهدف فقط لخدمة الحكومة والطبقة الأرستقراطية، واندلعت عدة ثورات منها عام ٢٠٠٩م، و٢٠١٦م، وصولًا لثورة ٢٠٢٢م، وجميع تلك الثورات كانت بسبب فساد الحكومة وفشلها في تحقيق آمال شعبها وتطلعاتهم.

وفي ضوء ما سبق، نعتقد أن المجتمع الإيراني يتطلع إلى عودة الحكم الملكي الذي انتهى في عهد الشاه محمد رضا بهلوي الذي ألغى جميع الأحزاب السياسية وأمر بالاكتفاء بحكم الملك، وأعطى المرأة العديد من الامتيازات، ولم يستمر طويلًا، خاصة بعد ظهور الثورة الإسلامية التي كان من أنصارها روح الله الخميني، وعلي خامنئي (حكام الجمهورية الإسلامية).

ومن زاوية أخرى، فإن الثورة التي شرعت منذ مقتل الفتاة الإيرانية على يد شرطة الأخلاق، والتي من نتائجها إسقاط العمائم ورفض حكم رجال الدين، وصولًا إلى إحراق منزل خامنئي، كان سببها الرئيس هو التدهور الاقتصادي وانتشار الفساد، فالثورة لا تبحث عن العدالة للفتاة فقط، وإنما للشعب الإيراني كافةً.

فهل ستحقق ثورة 2022م ما لم تحققه الثورات السابقة؟ وهل ستنجح مثلما نجحت ثورة ١٩٧٨م؟ ويعود الاستقرار والرخاء، وهذا الاستقرار والنمو سوف ينعكس على الدول التي تدخلت إيران في سياساتها، والتي كانت نهايتها الفشل التام، وتدرك تلك الدول خطأها لتعاونها مع إيران. مجملًا: إن ما نشهده اليوم من استمرار للثورة

ليس فقط سببها مقتل الفتاة، وإنما السبب الرئيس هو صدمة المواطن المعاصر للثورة الإسلامية ومن جاء من بعده بفشل هذه الثورة، وعدم تحقيقها للأهداف المنشودة، وأصبح المواطن يسعى للبحث عن سبل عيش رغد لعائلته؛ لذا أعتقد أن المسلمين -بمذهبيهم- اتحدوا على عدم صلاحية حكم «خامنئي» وسياسته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store