Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«العقم» مرض له علاج!!

A A
في المفهوم البيولوجي والطبي يعتبر العقم مرضًا وخللاً بيولوجيًا، وبهذا المفهوم فإننا مأمورون شرعًا بالبحث له عن علاج وعدم السكوت عليه بحجة أن هذا الأمر من الله وأن الخلفة هبة من عنده سبحانه وتعالى وإن كان هذا هو الاعتقاد الصحيح إلا أن التصرف دون البحث عن علاج للعقم يعتبر تواكلاً وليس توكلا ًعلى الله، وعلينا ألا نفهم من قوله تعالى (وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا) إن هذا ابتلاء من الله ولا نبحث له عن علاج، فهناك حالات كثيرة تستجيب للعلاج وهناك عقم لا يمكن التغلب عليه سواء عند الرجل أو المرأة وهو في حالة انعدام مصدر الحيوانات المنوية في الخصية أو انعدام مصدر البويضات في المبيض وهو المعني في قوله (وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًاً).

يعرّف العقم طبيًا على أنه عدم الحمل بعد ١٢ شهرًا من الجماع المنتظم الخالي من أي مانع للحمل وهو عند الرجال أكثر من النساء وحالات العقم يكون سببها الرجل وأحد أكثر الأسباب للعقم عند الرجال هو ضعف الحيوانات المنوية، والتقنيات الحديثة تغلبت على معظم أسباب العقم إن لم يكن كلها، ومن أجمل البحوث العلاجية الحديثة في هذه الحالة هو استخدام نانو بوت في توصيل الحيوانات المنوية الضعيفة إلى سطح البويضة للقيام بعملية الإخصاب، ولا شك العصر الطبي اليوم يزخر بتقنيات حديثة متعددة توفي بغرض التغلب على معظم إن لم يكن كل أسباب العقم الجزئي (المقصود بالأسباب غير سبب انعدام مصدري الحيوانات المنوية والبويضات).

ولذلك أدعو كل زوجين مر عليهما سنوات بدون إنجاب أن لا ييأسا لأن الله منح البشر تقنيات طبية تعمل كعوامل مساعدة للتغلب على العقم وحتى لا يتسبب العقم في الطلاق بين زوجين يحبان بعضهما ولا يعكر صفوهما إلا عدم الخلفة فإن عليهما البحث عن علاج عند أحد أطباء النساء والولادة من ذوي الاختصاص في التلقيح الاصطناعي، وقد يكون الرجال هم الأكثر سببًا في العقم في معظم الحالات مع وجود أسباب كثيرة تلحق بالمرأة كذلك وأيًا كان السبب فإن الكشف والبحث عن العلاج هو الحل بعد دعاء الله وهناك بفضل الله مراكز متخصصة وأطباء حرفيون في هذا المجال وتم على يدهم بعد الله سبحانه وتعالى إنجاب مئات الحالات، فإن استمر العقم بعدها فإن كان السبب من الزوجة فهنا يكون التعدد للرجل أمرًا مفيدًا مع الإبقاء على الزوجة العقيم ودعمها، ومن الأفضل إن رزق الله زوجها أطفالاً أن ترضعهم ليصبحوا أبنائها بالرضاعة وهناك طرق لإدرار الحليب وإن كانت لم تنجب، ومن حق المرأة المتزوجة إن كان زوجها هو السبب في عدم الإنجاب أن تطلب الخلع لتتزوج غيره وتنجب إلا إذا غلبها حبه وفاق في داخلها معاني الوفاء والود له كزوج محترم يحبها ويعزها يمكن أن يعيشا معًا ويكون خيرًا لهما أن يتبنيا أطفالاً من دور الأيتام وترضعهم ليصبحوا أطفالاً لهما ويكسبان بذلك الأجر وربما يكون عدم الانجاب خير لهما في الآخرة، المهم أن يكون التصرف بين الزوجين حكيمًا ويعتبران أن هذا مقدر عليهما وما عند الله خير وأبقى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store