Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أجمل هدف في كأس العالم!!

A A
تذيّلت دولة قطر الشقيقة قائمة المنتخبات في بطولة كأس العالم لكرة القدم (٢٠٢٢) رغم أنّ البطولة أُقيمت على أراضيها.

لقد قبع منتخبها في المركز (٣٢) من أصل (٣٢) منتخبا، وهذا هو تصنيف سيئ بحقّ الكرة القطرية.

لكن، وما أدراكم ما لكن؟ ومن ناحية أخرى هي الأهمّ في نظري، لقد بَنَت قطر نفسها من جديد، وكبُرت بعد أن كانت صغيرة، وتعملقت وتطاولت فوق الرؤوس بعد أن كانت لا تُرى، وصارت دولة مهمّة بعد أن كانت ثانوية، وكلّ ذلك بسبب كأس العالم، فشيّدت بُنية مرافق فريدة من نوعها وعظيمة، وسوف تخدمها لعشرات السنين القادمة، ويندر وجودها في معظم دول العالم حتّى الدول العُظمى منها، مثل شبكة الطرق والجسور فوق الأرض، وشبكة قطارات المترو تحت الأرض، والفنادق والنُزُل السياحية، والأسواق والمستشفيات والمصانع الاستهلاكية، وجميع مظاهر الحضارة والتطوّر، في فترة وجيزة للغاية لا تتجاوز العقد الواحد من الزمان، مع ما يخدم هذه البُنية من صرف صحي وكهرباء ومياه واتصالات بأسعار يُقال عن فواتيرها أنّها زهيدة إن لم تكن شبه مجّانية، فضلاً عن ملاعب كرة قدم هي الأفضل في العالم بأسره، وهي مُترفة ومُدلّلة حتّى أنّها مُكيّفة بغُنج ودلال، فتقلّ درجة حرارتها عن خارجها في الصيف وتزيد في الشتاء، وتصلح لأن تكون مزارات سياحة عالمية في غير أوقات اللعب مثل ملاعب برشلونة ومدريد وغيرها.

وما أدهشني أكثر هو صلابة قطر في مواجهة الضغوط العالمية كي تسمح ببيع الخمور وتأييد المثليين، فمنعت هذه المسخرة وخسرت جرّاء ذلك مئات الملايين من الدولارات هي أرباح في حقيقة الأمر، وزادها الله عِزّا، كما استغلّت البطولة للتعريف بالإسلام ومنهجه في كلّ أوجه الحياة، وكان ذلك خير دعاية للإسلام.

وشهدت بطولة كأس العالم الكثير من الأهداف الجميلة، لكنّ أجملها على الإطلاق هو هدف قطر الذي حقّقته بإرادتها وأيديها وأقدامها، وأُعْجِب به العالم، (قُووول) ولا أروع، مبروك لقطر هذا الهدف الأكبر، وهاردلك على الهدف الأصغر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store