تجارب أبي الحياتية كبيرة وكثيرة رغم صغر سنّه؛ تغرّب، عمل في العسكرية، انتقل للمدنية، في كُل الاتجاهات شمالاً وشرقاً، غرباً وجنوباً عمل..
ورغم أنه يميل للصمت دائماً إلاّ أنه منحني بعض التجارب التي من الممكن أن استفيد منها في حياتي العملية..
ومنها ألا تعتقد أنك الأفضل؛ أن تعمل بحُبْ وولاء؛ أن تُساعد الجميع متى ما طُلِبَ منك ذلك؛ وأن تثق بأن النقد لما تُقدّمه من أعمال هو عامل تقويم لهذه الأعمال؛ وفُرصة مجّانية لتتعلّم وتستفيد ويجب أن تراها هكذا..
هذا الأمر ساعدني كثيراً في أن أتقبل وبحُبْ أي نقد يوجّه لما أُقدّم، أن أُحِبْ كُل من يمنحني درساً، وبهذه البساطة استطاع أبي تغيير رؤيتي لكثير من الأشياء، أن أكون كما يُقال «صدر شمالي» لا يضيقُ أبداً..
وأحد ثِمَار هذا الدرس أنني التقيت بأُناس يفخر الإنسان بالعمل معهم؛ يأخذون بيدك لتُقدّم أفضل ما لديك، لا يُجاملون على حساب مُنتج قد تخسر بسببه، لا يمتنعون عن دعمك في كُل وقت، كل الوقت مُتاح لك..
المعرفة المجّانية في زمن كُل شيء فيه بمُقابل مكسب عظيم، يجب أن يستثمر الإنسان هذه التجارب، وهذه الانتقادات التي ستُصحح من مساره، ليكون في مكان أفضل، لا تتعامل بِكِبْرْ فالمُكابر خاسر دائماً..
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
