Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري HPV

A A
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) أحد الفيروسات متعددة الأنواع يصل عددها الى مائة نوع، وتتفاوت في ضررها على الانسان، وأكثر الأنواع شراسة هو ما يسبب السرطان خاصة سرطان عنق الرحم وبعض الأجهزة التناسلية، وتنتقل العدوى بالاتصال الجنسي غير المنضبط بالزواج، أو إصابة أحد الزوجين به وينقله لشريكه كما أن هناك طرقا أخرى للعدوى مثل التلامس المباشر للجلد، كما أود التوضيح ان الإصابة بالسرطانات والتي منها سرطان عنق الرحم ليس موقوفًا على الإصابة بالفيروسات فقط إنما مرتبط كذلك بالناحية الوراثية والاستحداث الجيني تبعًا للنظرية المفسرة لسبب السرطان (نظرية طلائع الجينات الورمية prot oncogeneTheory)، فإن كان السبب فيروس فبفضل الله تمكن العلماء من ايجاد لقاح يقي من الإصابة بهذا الفيروس، وقد ثبت أنه آمن وليس له أي أعراض خطيرة كما زعم ذلك أحد الأطباء غير المتخصصين في اللقاحات، وذكر من غير أي دليل أو سند بحثي أو علمي أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يتسبب في احداث السكتات القلبية والعمى والتهاب الدماغ، وانتشر بهذا الخصوص فيديو له يفتقر الى الدليل العلمي والبحثي.

ودحضت الدكتورة نيبوني راجاباكسا أخصائية الأمراض المعدية في مايو كلينك ما ذكره ذلك الطبيب عندما قالت «ان اللقاح غاية في الفعالية والأمان، كما أنه فريد من نوعه لأنه لقاح يقي من الإصابة بالسرطان -تقصد سرطان عنق الرحم والأجهزة التناسلية-».

ويعتبر الشباب في سن المراهقة أكثر عرضة للممارسات الجنسية مما يزيد من حالات الإصابة بالفيروس لذلك وجب الحماية منه ما أمكن ولن يتم ذلك إلا بأخذ اللقاح الذي اثبت فاعليته ضد الإصابة به خاصة لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الخاص بعنق الرحم لدى الفتيات، أما كون نوع اللقاح بروتينيا وهو ما أشار اليه ذلك الطبيب، فكما يعلم المتخصصون في مجال اللقاحات أن هناك العديد من اللقاحات بروتينية مثل لقاح التهاب الكبد وبعض لقاحات الأنفلونزا وكلها ذات فعالية وقد اثبتت الدراسات التي نشرت عن هذا اللقاح انه ذو فعالية كذلك في الحد من انتشار السرطانات الجنسية خاصة سرطان عنق الرحم كما أنه ليس هناك دراسة أو بحث منشور يؤكد ما ذكره ذلك الطبيب من حدوث السكتات القلبية والعمى والتهاب الدماغ ولا يمكن الاعتماد على ملاحظة حالة عابرة غير معروف تفاصيلها للاستدلال على خطر اللقاح، فاللقاح دوره وقائي وفاعليته بمنع الإصابة من مرض سرطان عنق الرحم كبيرة جدًا لكن ليس كل من أخذ اللقاح لم يصب بالفيروس، وذلك كما هو معروف مرتبط بأمور متعددة منها ما له علاقة بمناعة الشخص نفسه، وكل اللقاحات لا تكون فاعليتها ١٠٠% فيمكن أن يصاب البعض بالمرض الذي أخذ من أجله اللقاح كحالات استثنائية.

إن إجراء وعمل مسحة عنق الرحم بالنسبة للمرأة إنما هو إجراء كشفي للإصابة بالمرض، بينما اللقاح إجراء وقائي يمنع الاصابة بإذن الله، فالمشكلة الأساسية في فعالية اللقاحات من عدمها هو أن الفيروسات تكمن بأن لديها قدرة عجيبة على عمل سلالات جديدة بتغيير جينومها وتكوينها الوراثي من خلال الطفرات مما يتحتم استحداث لقاحات جديدة مناسبة لمنع الإصابة بالفيروس الجديد، ولعل ذلك -أقصد تجدد وتعدد سلالات الفيروسات- له علاقة بالبيئة التي يعيش بها الفيروس حيث هي هنا بيئة ملوثة لتعدد وتنوع الممارسات الجنسية المحرمة التي تنتشر كأثر من آثار فوضى الاباحية، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا» رواه الطبراني وابن ماجه وقال عنه الألباني حديث صحيح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store