Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

هكذا تنتهي الحروب بين الدول!!

A A
شطح بي طيفٌ من الخيال، فاهتديْتُ لطريقة تُنهِي الحروب بين دول العالم، وهي باختصار: كرة القدم، تلك الكرة الجلدية المنفوخة بالهواء، ويركلها الجميع بأحذيتهم المُدرّعة، ويصدّونها بقفّازات أيديهم الشبيهة بقفّازات المُلاكمين. والخيال أصلاً ليس عاراً ولا عيباً، ومنه ما يُنهي الكثير من المشكلات، وهنا أذكر مقولة للأديب المصري الراحل توفيق الحكيم: (إنّ الخيال هو ليل الحياة الجميل، وهو حُصْنُنا وملاذنا من قسوة النهار الطويل، إنّ عالم الواقع لا يكفى وحده لحياة البشر إنه يضيق وغير قابل للاتّساع).

ولعلّكم تذكرون كيف كان العالم أهدأ ما يكون خلال بطولة كأس العالم المُنصرمة لكرة القدم في قطر، حتّى حرب روسيا وأوكرانيا هدأت بعض الشيء حتّى ظننْتُ أنّ بوتين قد تصالح مع زيلينيسكي وتزلّجاً معاً ويداً بيد على ثلوج سيبيريا الكثيفة، ولو استبدلت الدول حروبها العسكرية والاقتصادية والسياسية والتوسّعية بحروب كروية تكون المنتصرة فيها هي البطل، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو القارّي أو العالمي، وهي حروب حميدة وليست خبيثة، إذ ما على كلّ دولة تريد حرباً سوى إنشاء ملاعب حديثة وإصلاح بُنية خدماتها وتنميتها المحلية لاستقبال خصومها في أراضيها وليس على الحدود المشتعلة، وكذلك تفعل الدولة أو الدول الخصمة لها، فتتواجه ضدّ بعضها في موقع الحروب المفروشة بالنجيلة الخضراء، أو في ملاعب دول محايدة، وتنتصر إحداها وتُخْرِج الحبّة السوداء الشرّيرة من رأسها وليس حبّة البركة السوداء بالطبع، أمّا المهزومة فتُقرّر الثأر والانتقام ممّن انتصرت عليها، فتُنشئ ملاعب حديثة وتُصلِح بُنية خدماتها وتنميتها المحلية هى الأخرى، وهكذا، من حرب لحرب في سلام ووئام.

والمستفيد الأكبر من الحروب الكروية هي الشعوب التي ملّت من الحروب التقليدية بكافّة أنواعها، وتريد حروباً ناعمة لا ضرر منها ولا ضرار بل منفعة دنيوية ومتعة بريئة أثبتت كرة القدم أنّها خير من تأتي بها لكلّ دول العالم. هل أسرفْتُ في الخيال؟.

لا أعلم، فهل أنتم تعلمون؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store