Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الزلزال بين مؤشر الإنسان والحيوان!

A A
هناك أجهزة متطورة وحديثة لرصد حركة اهتزاز طبقات الأرض وتحركها مما قد يقود الى حدوث الزلازل، لكن توقيت وقوع الزلزال وتوجه حركته يعد الى الآن أمرًا محل جدل علمي وإن كان ذلك يعتبر مؤشرًا لقرب حدوثه، وفي نفس الوقت فإن تصرفات بعض الحيوانات قبل وقوع الزلازل يعتبره البعض مؤشرًا لقرب وقوع الزلازل كذلك لم يعرف الى الآن ما علاقة ذلك بالزلازل، فهل هذه الخاصية لدى بعض الحيوانات بيولوجية؟ أم أن استشعارها بذلك عن بعد يعد أمرًا شعوريًا غير بيولوجيًا؟

لعل المؤشر الأول الاستشعار بالزلازل عن بعد بالأجهزة الحديثة علم مستقل بذاته وتتطور أجهزته عامًا بعد عام وما يحققه كل يوم من تقدم أمر يقره العلماء مع بقاء الحيرة في الإجابة على السؤال، أليس بالإمكان تحديد زمان ومكان الزلزال بالدقة بحيث يتجنب البشر ويلاته وتدميره للأنفس والمنازل والحياة؟

إن مؤشر دراسات الإنسان الى الآن توقعية غير تأكيدية ١٠٠٪، أما سلوك بعض الحيوانات قبل وقوع الزلزال فمن المعروف أن تفاعل الكائنات الحية مع أحداث الكون عن بعد أمر مقرر علميًا وبيولوجيًا وذلك مبني على تباين قدرات الأجهزة البيولوجية فهي تختلف في الشم والسمع والبصر والاحساس الخارجي، ومما ثبت في هذا الشأن استشعار بعض الحيوانات بتحرك الزلازل قبل وقوعها فالكلاب تنبح وتجري هنا وهناك والقطط مذعورة والفئران تملأ الشوارع والطيور تضرب بأجنحتها مع صدور أصوات وصرخات وكثير من الحيوانات تخرج من أكنانها، كل ذلك يحدث وكأن شيئًا ما يستثير هذه الحيوانات ويدفعها لهذا التصرف العجيب.

حدث مثل هذا عام ١٩٧٦في مدينة فريولي الايطالية حيث رصد الباحثون خروج جيش من الجرذان تملأ الشوارع قبل وقوع الزلازل كما حدث في سان فرناندو، وفي الصين فيما حدث فيها من زلازل تم رصد سلوكيات متعددة للحيوانات، وفي اليابان بلد الزلازل والهزات الارضية أضحت ظاهرة تصحب سمك الزينة حيث انه قبل وقوع الزلزال بساعات يصاب هذا النوع من الأسماك بحالات غريبة من اضطراب فِي السلوك حيث تأخذ بالدوران والاندفاع داخل أحواضها اندفاعًا جنونيًا، وهكذا فان هناك تصرفات عجيبة وسلوكيات متعددة تصدر عن بعض الحيوانات تنبىء عن قرب حدوث زلزال وليس من تفسير علمي واضح الى اليوم يشرح ذلك الا ما تقدم به بعض العلماء من أن ذلك يعود الى حاسة السمع التي تتمتع بها الحيوانات بقدرتها على التقاط وسماع ذبذبات الاهتزازات الأرضية لتحرك الطبقات الأرضية وهو طرح نظري الى الان كما انه لم يحدد الفترة التي بموجبها تحدث تلك السلوكيات لتكون مؤشرًا لحدوث الزلزال، أيًا كان المؤشر سواء أجهزة متقدمة جدًا من صنع الانسان أو سلوك لبعض الحيوانات يظل ان الزلزال آية من آيات الله المرعبة ودليل على قدرته سبحانه وتعالى وأن على الانسان أن يستشعر بهذه القدرة الالهية المطلقة وأن ما يحدث اليوم من الزلازل إنما هو تنبيه للانسان لعظم الحدث وهوله وأن عليه العودة الى ربه وأن يعرف قدره وامكانياته وقدر من خلق هذا الكون وبيده كل أمره وشأنه سبحانه وتعالى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store