Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الصلاة بأقدامٍ غير طاهرة!!

A A
كلّما أدخل مسجداً للصلاة، أدعو الله عزّ وجلّ أن يتقبّل صلاتي بسبب احتمالية أنْ مسّت قدميّ أوساخ وربّما نجاسات، خلال مشيي بعد خلع حذائي على البُقعة الموجودة مباشرةً خارج باب المسجد!.

هذه البُقعة -المُشكلة بحقّ وحقيق- هي بؤرة محتملة بنسبة ٩٩.٩٪ للأوساخ والنجاسات، وهي تشوّه بصري غير لائق بالمساجد، لمشي المُصلِّين بأحذيتهم عليها ووضعها فيها بشكل عشوائي، سواءً من المُصلِّين الذين جاؤوا من دورات مياه المساجد التي لا يُشهَد لها بالنظافة كثيراً، ومشوا بأحذيتهم على هذه البُقعة ووضعوها فيها، أو من المُصلِّين القادمين من بيوتهم أو أعمالهم، والنتيجة هي مشي الكثير من الناس حُفاة على هذه البُقعة لمسافة ومُدّة كافيتين كي تمسّ الأوساخ وربّما النجاسات أقدامهم!.

بالأمس كُنْتُ ألبس جوارب بيضاء في قدميّ، ومشيتُ على هكذا بُقعة لمترين أو ثلاثة على الأكثر، وفوجئت أنّ الجوارب قد صارت رطبة ببعض المياه التي لا أعلم مصدرها، وتحوّل لون الجوارب للأسود من أسفلها، الأمر الذي أجبرني على خلعها والصلاة بدونها، فالطهارة شرط من شروط صحّة الصلاة، وهي وقوف وخنوع وخشوع في حضرة الله الذي يحبّ المتطهّرين.

والأمر المُحيِّر حقاً هو إهمال الناس لوضع أحذيتهم في الدواليب المتوفّرة تقريباً في كلّ مسجد، وتجاهل إدارات المساجد لتوعيتهم والعمل على الابتكار وتحويل هذه البُقعة الصغيرة المُحاذية لباب المسجد لمنطقة يُمنع المشي عليها بالأحذية ووضعها فيها، ولو بإقامة حواجز جاهزة قصيرة بينها وبين المنطقة خارج البُقعة أو كتابة عبارة (ممنوع وضع الأحذية هنا) أو غير ذلك من الإجراءات.

وكم أتمنّى من وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف التدخّل الصارم لسنّ القوانين الهندسية للدخول السليم للمساجد، كسباً للأجر العظيم، ووصولاً للتخلّص من الإزعاج النفسي والحسّي لاحتمالية أداء الصلاة بأقدامٍ غير طاهرة، مثلما تدخّلت للتخلّص من إزعاج مُكبِّرات الصوت المرتفعة، ويا أمان المُصلِّين من كلّ ما يعكّر صفاء عمود الدين والركن المتين لدين الإسلام العظيم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store