Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الزلازل «نوازل» فقط!!

A A
يقول بعض المحللين: إن أسباب حدوث الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا هو الدول الكبرى وذلك بالتخطيط لإيقاع تركيا والمناطق التي حولها في شراك الزلزال المدمر وأن أمره مدبر بليل على مرور السنوات الماضية وأن مؤشر ذلك ودلائله كثيرة -وفقًا لرأي أصحاب نظرية المؤامرة- منها أن هناك مشروع غربي أمريكي لصناعة الكوارث المناخية والطبيعية ذات العلاقة بالأعاصير والزلازل وغيرهما، وأن هذا المشروع مبني على دراسات علمية متعددة لذلك سرعان ما فسر الزلزال الذي حدث بهذا المشروع وأنه هو خلف ذلك، مستدلين أن ما يؤكد ذلك الموضوع تنبؤ عالم هولندي في تغريدة له في تويتر قبل حدوثه بثلاثة أيام واعتبرت أنها دليل كبير على أن الزلزال إنما كان بفعل فاعل.

ومقابل هذا التحليل هناك تحليل مضاد تبناه الغرب وأمريكا وفقًا لأصحاب نظرية المؤامرة بأن خلف الزلزال روسيا وأنه ناتج عن انفجار قنبلة نووية صغيرة في غواصة روسية في عمق البحر!

وهكذا كثرت التلفيقات والآراء والتحليلات النظرية في تفسير زلزال تركيا وسوريا، وتجاهلوا في خضم إلهاء النفس بالأعداء والمؤامرة قدرة الله سبحانه وتعالى وأن ما يحدث في الكون من الأمور الكبيرة مثل الأعاصير والزلازل إنما هي حقيقة من أمر الله سبحانه وتعالى وفق ما نص عليه الكتاب والسنة، بل أن حديث القرآن الكريم في العديد من آياته أن ذلك كله من أمر الله فالزلازل نوازل فقط ونواميس كونية تحل متى ما أراد الله لها وفق سنن تكوينية للقشرة الأرضية ووفق عوامل ومؤثرات مناخية وجيولوجية تحيط بها فتحدث لها الانشقاقات مما يسبب الاهتزازات الأرضية وتكون ذات معدلات في قوتها متباينة وفقًا لوحدة قياس ريختر لأن من النعم التي ذكرنا الله بها في كتابه نعمة قرار الأرض وثباتها كما قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا).

وللأسف هناك من ينساق خلف هذه الآراء وهو أكاديمي أو مثقف ويعلق نفسه ومجتمعه بتناقل أوهام غير صحيحة علميًا وبعضها ينقلها من يريد أن يشوه الإسلام والدين ويصرفهم عن قدرة ربهم سبحانه وتعالى، أن الله سبحانه وتعالى يرسل بالآيات الكونية تخويفًا وتنبيهًا لعل ذلك يحدث في النفوس عودة إليه سبحانه وتعالى.

وعلى مر التاريخ وقبل أن يكون هناك غرب وأمريكا وروسيا والصين كانت هناك أعاصير وبراكين وزلازل خاصة في هذه المنطقة حيث قد وقع فيها زلزال قوي سنة ٨٩٢ هجرية، كما جاء في الكامل في التاريخ لابن الأثير تفسيرًا لهذه الأمور وربطها بخالقها ومحدثها سبحانه وتعالى وهو الصح ويعزز الإيمان والاعتزاز بالرحمن بعيدًا عن الترهات المتعلقة بإسنادها للأعداء وأنها من صنعهم وقد رد أهل الاختصاص في مجال الزلازل على هذه المزاعم الكاذبة خاصة التحذير قبل ثلاثة أيام وأنه لا يمكن لأي عالم أن يعلم بذلك ويحدده، وأوضحوا أن موضوع القنبلة النووية الروسية غير صحيح والمشروع الأمريكي لصناعة الكوارث مختلق وهو من صنع الخيال التآمري.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store