تداول السعوديون مقطع تسجيل صوتي لإحدى المواطنات وهي تُحذّر من تكرار حادثة شَهِدَت هي واحدةً منها في أحد المقاهي، وكانت لشباب يُحاولون وضْع حبوب مجهولة في أكواب قهوة لفتيات صغيرات دون علمهنّ، طبعاً لأجل أغراض غير أخلاقية، ولولا الله ثمّ تدخّل المُواطِنة وهروب الشباب؛ لحدث ما لا تُحمد عُقباه.
وحتماً فإنّ هذه الحبوب مُهرّبة، ولها تأثير تخديري خطير، إذ تفقد أيّ فتاة تتعاطاها السيطرة على نفسها بشكلٍ فوري؛ مع الاحتفاظ بوعيها، ثم تنسى ما قد يحصل لها بعد ذلك، عافانا الله جميعاً من كلّ شرّ.
ومع مثل هذه الحادثة، فلا ريب أنّ المقاهي التي يرتادها الجميع، رجالاً ونساءً وأطفالاً، تحتاج لتعزيز أمنها الاجتماعي، بعد أن صارت بتطوّرها غير قابلة للاستغناء عنها، وأصبحت أحد روافد الاقتصاد الوطني، ومن أكبر مجالات التوظيف للعاطلين والعاطلات عن العمل، وفرصة واسعة للرزق الشريف، وموضع ترويح عن النفس وترفيه لها؛ يحتاجه الجميع في خِضِمّ هذه الحياة المليئة بالمشكلات والهموم.
والتعزيز من وجهة نظري الخاصة ليس من واجبات الجهات الأمنية الرسمية فقط، ممّا يشهد لها الجميع بالخبرة والنشاط والتفاني، بل بموازاة ذلك، أن يكون من أبرز واجبات الشركات التي تملك المقاهي المختلطة بالجنسين، توظيف حُرّاس أمن مؤهلين، وتثقيف العاملين فيها، وتوعيتهم بالطرق التي قد يحتال بها السيئون لأذيّة الغافلين، وسرعة ملاحظتهم لأي أمورٍ غريبة تحدث في مواقع أعمالهم، وكذلك سرعة الإبلاغ الفوري للجهات الأمنية الرسمية، بل والتصرّف الفردي القانوني والمناسب؛ للحيلولة دون حصول حوادث مثل هذه قد تكون مأساوية ومُدمِّرة للنفس والأخلاق.
ويبقى دور الأسرة.. الأهم، وَضَعُوا عشرة خطوط حمراء تحت (الأهم)، فالأسرة هي الأساس، وهي الحلّ، وأرباب الأُسَر مدعوّون للقيام بدورهم الإشرافي والرقابي على فلذات أكبادهم؛ بالحكمة والموعظة الحسنة، درءاً لأيّ مخاطر تستجدّ علينا من الخارج؛ بما فيها من خططٍ ومؤامرات تستهدف أفراد ومجتمع الوطن.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
