Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يوم الشموخ

يوم الشموخ

A A
يظل التاريخ كنزاً ثرياً مليئاً بالشواهد والأحداث يقدمها لنا ويدونها على صفحات بيضاء لتتعلم الأجيال تلو الأجيال مآثر أمتهم وبطولات أجدادهم وما انجزوه خلال الحقب المتفاوتة التي مضت قبل عصرنا الحالي.. وبمزيد من الفرح والسرور والبهجة والحبور تطل علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا ألا وهي يوم تأسيس هذا الكيان الشامخ وذلك عندما التقى الإمام محمد بن سعود بالشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً في الدرعية في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م وكان ذلك بمثابة اعلان قيام الدولة السعودية الأولى التي اتخذت القرآن الكريم دستوراً لها وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم منهجاً تسير عليه ثم اخذت على عاتقها إرساء دعائم الوحدة والأمن في شبه الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار.

ومع تأسيس هذه الدولة الفتية التي ترفع راية الإسلام (لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله) تكالب ضدها الأعداء ليطفؤوا نور الله وليعيدوا شبه الجزيرة العربية جاهلية وخراباً فجيشت القوى الاستعمارية الجيوش وسيرت الحملات للقضاء على الدولة السعودية الأولى ولكن لم يمضِ سوى سبع سنوات على تلك المؤامرة حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله عام 1240هـ (1824م) من ضبط الأمور واستعادة الحكم وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م) وتخلل ذلك عداوات ودسائس من بعض الدول ممن لا يريدون لهذه البلاد صلاحاً لكن الله سبحانه وتعالى قيض لهذه البلاد الملك البطل والامام المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة.

وفي ذكرى يوم التأسيس يحق لنا أن نفخر بوطن الشموخ ودار المجد ويسترعي انتباهنا أن راية الفخر التي تسلمها الأبناء من الآباء والأجداد تبث فينا الكثير من الأمل وتعني مزيداً من العمل والإخلاص والتلاحم.. لقد بدأت مسيرة المجد في 22 فبراير 1727م ولازالت تقدم العطاء السخي للمسلمين جميعاً وتمثل رمزاً في ذاكرة الأجيال من أبناء الوطن. لقد مرت قرابة الثلاثة قرون على بداية المسيرة المظفرة التي بدأها المؤسسون بفكرهم الخلاق وبذلوا تضحيات كبيرة في أحلك الظروف وصبروا حتى ظفروا حتى ترتب عليها وحدة سياسية كبيرة على أرض الجزيرة العربية واليوم يكمل الأبناء بجهدهم المخلص مسيرة الآباء وها هم رجالها وأبطالها على ثغر البلاد حماتها وقد حفظ الله عز وجل على ايديهم الدين والبلد الحرام.

وها نحن اليوم بعد مضي تلك الحُقب الزمنية تمر علينا ذكرى يوم التأسيس فنحتفل بامتداد الإرث الحضاري الذي أسسه الأجداد على هذه الأرض المباركة حيث تمثل المملكة العربية السعودية نقطة التحول الكبرى في تاريخ العالم العربي الذي عانى من الاستعمار عقوداً طويلة ولم يكن تعرف الوحدة والأمن والاستقرار.. نعم يحق لنا أن نحتفل بيوم التأسيس فهو علامة فارقة مهدت لكثير من الإنجازات على أيدي قادة هذه البلاد المؤمنين المخلصين والتي من نتائجها أن الأجيال تلو الأجيال حصدت ثمرات الخير والرقي وتنعم بالرخاء في جميع أنحاء الأرض الطاهرة، ونشاهد بأعيننا ما يقدمه اليوم الملك سلمان رعاه الله وولي عهده الأمين الشاب الملهم محمد الخير من خلال الرؤية العظيمة ونسأل الله عز وجل أن يديم علينا أمننا وأماننا واستقرارنا وأن يحفظه ولاة أمرنا ويوفقهم لما يحبه ويرضاه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store