Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سبعة أودية وعشم وحباشة في أحضان القنفدة

سبعة أودية وعشم وحباشة في أحضان القنفدة

A A
محافظة القنفدة ترتبط إداريًا بمنطقة مكة المكرمة منذ ظهورها على صفحات المصادر التاريخية مطلع القرن العاشر الهجري وحد منطقة مكة المكرمة الجنوبي الآن.. وهي المحافظة السعودية الوحيدة التي تحتضن سبعة أودية تجري فيها سيول الموسم المطير السنوي على جبال السراة في فصلي الشتاء والخريف وهي أودية (دوقة وقرما والأحسبة ولومة وقنونى ويبة وحلي) لذلك هي موطن استيطان بشري منذ سالف العصور.

ففي العصر الجاهلي على سبيل المثال: عندما تغلبت قبيلة خزاعة على قبيلة جرهم اضطر ملك جرهم مضاض الجرهمي إلى النزوح بأهله وإبله من مكة المكرمة إلى أودية قنونى ويبة وحلي الخصيبة بغطائها النباتي والرعوي ولذلك قامت حول هذه الأودية حضارة إنسانية من أنشطتها الزراعة والرعي والتجارة ونشأت فيها عدة مخاليف تهامية مكية من أبرزها مخلاف حلي ومخلاف يبة ومخلاف قنونى ومخلاف عشم والأخير منها استمر حتى القرن السادس الهجري واكتسب شهرة تاريخية بسبب وجود معدن الذهب الجيد فيه الذي مدحه الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب، والمستشرق الألماني موريتس في كتابه المعادن في البلاد العربية.. وقد خص الشيخ حسن إبراهيم الفقيه (ت:١٤٣٦) رحمه الله مخلاف عشم بمؤلف نفيس طبعة عام ١٤١٣.. واليوم في العهد السعودي الزاهر أضحى مخلاف عشم قرية تراثية تحت عناية وزارة السياحة وهيئة الآثار وأظهر التنقيب المستمر فيها مسجداً ومنجماً وبعض البيوتات وأواني الفخار والخزف والزجاج وأكثر من مئتي نقش شاهدي لقبور بعض ساكني المخلاف وحجاج اليمن وتم حفظ هذه المقتنيات الشاهدية بمتحف المحافظة بمدينة القنفدة.

ومؤخرًا أعلنت دارة الملك عبدالعزيز حارسة التراث الوطني وبالتعاون مع وزارة الثقافة وهيئة الآثار ولجنة علمية وآثارية بدراسات ميدانية معمقة عن تحديد موقع سوق حباشة التاريخي في شرق محافظة القنفدة بين مركزي خميس حرب وسبت الجارة على ضفة وادي قنونى الجنوبية وهي السوق التهامية التاريخية التي ارتبطت شهرتها بتسوق النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيها بتجارة للسيدة خديجة رضي الله عنها قبل البعثة النبوية الشريفة.

وبهذه الأودية السبعة حوض الماء الأكبر في جنوب غرب المملكة العربية السعودية والتي أقيم عليها في السنوات القليلة الماضية أربعة سدود هي سد وادي حلي وسد وادي يبة وسد وادي قنونى وسد وادي الأحسبة وتلك بشائر خير بمستقبل زاهر للوطن الكبير ولمحافظة القنفدة إنسانًا ومكانًا بصفة خاصة وإذا ما علمنا بوجود جمعية حفظ التراث بالمحافظة فعليها بذل قصارى جهودها نحو إشهار جميع المواقع الآثارية بالمحافظة وفي مقدمتها سوق حباشة وقرية عشم التراثية بالتعاون مع بلديات المحافظة ووزارة الطرق وشركة تهامة للكهرباء لتسهيل الوصول لهذا المواقع الأثرية تشجيعًا للسياحة المحلية.. فبالمقومات الزراعية والآثارية والتجارية والسياحية ودعم ولاة أمرنا السخي غير المحدود كفيل بأن تنافس محافظة القنفدة شقيقاتها في منطقة مكة المكرمة ووطننا الكبير المملكة العربية السعودية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store