Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التقنية في مهب الريح..!

التقنية في مهب الريح..!

A A
على ما يبدو وهو الأقرب للواقع بأن الاحترازات الاستباقية التي نتخذها عادة لنتفادى عبرها حدوث أي محاولة اختراق لأجهزتنا الشخصية، لم تعد تنفع في حمايتنا من الاقتحام والسطو على مدخراتنا إلكترونياً، نعم قد لا تجدي هذه الوسيلة بعد اليوم، وجدار الحماية الذي نتشبث به تفاخراً لن يمنع لصوص التقنية من سرقة المعلومات والمعطيات الخاصة بنا وبأرقامنا السرية التي نستخدمها دوماً للدخول إلى حسابتنا البنكية ونستخدمها أيضاً في فتح الكثير من أجهزتنا الإلكترونية، فالأرقام السرية التي كنا نعتقد أنها في مأمن من أي اعتداء أو اختلاس لن نستطيع الوثوق بقوتها بعد اليوم، لأنها وبكل بساطة لم تعد تفي بالغرض الذي أنشأت من أجله، فعصابات الهكر تجاوزوا أساليب السرقة البدائية التي كانت أكثر شيوعاً في وقت سابق، والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم جعل منا فريسة مستصاغة سهلة المنال لقراصنة التقنية الذين يقتنصوننا بحيل حديثة.. لقد أصبحنا أكثر عرضة لعمليات الاحتيال الإلكتروني، والسوق العالمية السوداء لا تتورع في إنتاج واستحداث أساليب وطرق جديدة في كيفية السطو الألكتروني.

في هذا الشأن طرح مؤخرًا جهاز إلكتروني صغير جدًا هو شبيه بالميدالية التي نستعملها ونضعها في جيوبنا لصغر حجمها، هذا الجهاز الذي ظهر حديثاً باستطاعته كسر الحماية وفتح الأجهزة الإلكترونية بكل يسر وسهولة كجهاز اللابتوب أو الجوال بل حتى بطاقات الصراف الآلي (مدى) لم تسلم من ذلك السطو، طبقاً لما تم تداوله بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الإجراء الإجرامي يتم من خلال تمرير قطعة الجهاز على البطاقة البنكية، فتنتقل البيانات والمعلومات (الرقم السري) إلى الجهاز المشار إليه دون أن يشعر أو يتبين صاحب البطاقة لذلك، وبالنسبة للأجهزة الأخرى فتتم عملية سرقة البيانات من خلال توصيل كيبل صغير بتلك الأجهزة المراد سحب المعلومات والبيانات منها، والمثير للدهشة في هذا السياق الجهاز قادر أيضاً على فتح وتشغيل المركبات والبوابات الإلكترونية.

سبق أن أشرت في الحديث في مقال سابق عن إيجابيات التطور التقني الكثيرة جداً التي قد لا يحصيها مقال، وكما أن لتطور هذه التقنية إيجابيات، فلها أيضاً سلبيات وسيئات عديدة وما ذكرناه هنا هو أحد المساوئ والسلبيات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store