Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نضيف اليوم ركيزة جديدة في محتوانا الوطني

نضيف اليوم ركيزة جديدة في محتوانا الوطني

A A
نواكب وعلى مدى أعوام، تحوّل استراتيجي على كافة المستويات. حيث اعتمدت خطة حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من خلال رؤية 2030، إحدى أهم المرتكزات في الاقتصاد وكافة توابعه وهو المحتوى الوطني، امتداداً لسيادة دولتنا الحبيبة.

واليوم، نضيف للمحتوى الوطني الاستراتيجي بالإضافة الى اليوم الوطني ويوم التأسيس، يوم العلم الذي سيكون يوم 11 مارس من كل عام. الراية السعودية التي ترفرف منذ 9 عقود والتي تحمل رمزاً للعقيدة والوطن ورمزاً للشعوب والأمم والأوطان، فكل شيء في الراية له معناه ودلالاته من قيم واعتزاز، والأهم استمرارية تقدمنا وترسيخ رؤيتنا في المملكة والعالم. وهذا ما يجب أن نتبناه جميعاً، ساعين إلى تعزيز قدراتنا من خلال إثراء المحتوى في الأسواق السعودية بكافة قطاعاتها العامة والخاصة لتمكين الاقتصاد الوطني بالتوسع والتطور باستمرار.

كل هذا ينعكس تلقائياً على ما نعايشه يومياً في أعمالنا المحلية والإقليمية. وفي العقد الماضي، ثارت صناعة المحتوى واُستخدمت بكثرة في العديد من المجالات في كافة القطاعات الاقتصادية والتجارية. صناعة المحتوى هو عملية لوضع مضمون إستراتيجي للتواصل الاجتماعي والاقتصادي وقطاع الأعمال. يركز الخبراء على مسار واحد فقط، بينما يركز الآخرون على صناعة المحتوى ونشره، وهذه الطريقة لا تحقق أي من النتائج المرجوة. حيث يتطلع الجمهور المستهدف الذي يتابع محتوى الشركات بحماس إلى الاطلاع على منشورات المدونة وصفحات التواصل الاجتماعي، ولكن السؤال الرئيسي هنا، هل جميع أصحاب المصلحة أو الجهات المعنية في الشركات يتواجدون على وسائل التواصل الاجتماعي؟ لا، لأن التكامل هو المفتاح للوصول إلى جماهير متعددة أينما كانوا وفي أي وقت. لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي هي جزء من التواصل الاستراتيجي، ولكنها لا تحقق نتائج الأعمال المتوقعة من تلقاء نفسها.

إن خطط الإعلانية والإعلامية والعلاقات العامة لا تكفي لخلق الوعي الكامل ولتحقيق أهداف العمل، ونحن متيقنون من أن تطوير المحتوى الاستراتيجي يعزز من الكفاءة ويزيد من فرص ازدهار الأعمال. وتأكيداً على ذلك، يمكن للشركات من خلال المحتوى القصصي الاستراتيجي المشاركة بشكل هادف مع أصحاب المصلحة/الجهات المعنية الأساسيين لتقديم كل ما يتناسب مع احتياجاتهم. بالإضافة إلى ذلك، أن وجود خطة تنفيذية شاملة يحفظ أيضاً اتساق استراتيجية التواصل، مما يدعم ويحافظ على التماسك والترابط، وتعزيز الثقة مع أصحاب المصلحة والجهات المعنية كافة.

على الرغم من أن استراتيجية المحتوى أمر لا بد منه. إلا أن الأولية الأولى قبل إنشاء أي محتوى، يجب على إدارة أي شركة أن تتفق وتأكد على أن المحتوى القصصي والرسائل الرئيسية تتلاءم وتترابط مع أهدافها لإيصالها عبر خطط واستراتيجيات التواصل والعلاقات العامة، بدءاً بوصف المنتج ومواصفاته الفريدة وسرد قصة الشركة بميزاتها، وانتهاءً برسائل استراتيجية متنوعة، مصممة خصيصاً لكل الجماهير المحددة. مع الأخذ بالاعتبار أن المحتوى القصصي لا يغير استراتيجية العلامة التجارية للشركة، بل يحوّل أهداف العمل إلى إنجازات تجارية، ويدخل هذا كله ضمن المحتوى الاستراتيجي.

صقل استراتيجية المحتوى هو مفتاح للإنجاز

تتجاوز استراتيجية المحتوى مجرد وضع محتوى عام. حيث تتمثل الاستراتيجية الصحيحة لوضع المحتوى الوصول إلى العملاء المحتملين في الوقت المناسب، وذلك لتغيير تصوّر الجمهور حول المزايا التنافسية لأي منشأة. بإيجاز، يجب أن يكون المحتوى خلال مرحلة تطويره مبنياً على محوراً جذاباً وكاشفاً ومقبولاً ومقنعاً ومحققاً للأهداف المرتقبة.

إن استراتيجية المحتوى هي جزء رئيسي من عملية تطويره، ويجب أن تتكون من خطة شاملة مبنية على البحث والتخطيط وتنفيذ أفكار المحتوى. إضافة إلى ذلك، يجب الالتزام بأسلوب التواصل لتحديد الوسائط التي يتم من خلالها توصيل الرسائل الرئيسية والمحتوى ذي الصلة. وهذا المسار بالتأكيد، سيؤدي إلى كتابة برنامجاً للمحتوى والبدء في إنشاء ملخصات استراتيجية المحتوى واعتماد الوصف الخاص للسمة التجارية في جميع المقالات والمنشورات المتفق عليها وقنوات التواصل المرتبطة الأخرى، مما يعزز إمكانية القراءة ومشاركة المعلومات الداعمة.

إن القطاع في المملكة العربية السعودية حساس للغاية بالنسبة للعلامات التجارية والمحتوى. فمعظم الوكالات العالمية القادمة الى المملكة تعاني من قلة خبرتها في الساحة المحلية. ومع ذلك، يتم تشجيعها على التعرف على الثقافة السعودية، والالتزام الصارم بثقافة المملكة لضمان عدم إساءة العلامات التجارية عن غير قصد للمعايير والممارسات المحلية أو تنحرف عن تحقيق أهدافها.

يتطلب قانون المملكة ولوائح النظام فيها الامتثال لمعايير المحتوى المحلي أثناء تنفيذ استراتيجيات المحتوى، وإظهار الاحترام للثقافة السعودية. ويجب أن نأخذ في الاعتبار المتطلبات والاستثناءات التي تم تفصيلها في اللوائح, وعلى سبيل المثال، إظهار الاحترام وعدم ازدراء أو إدانة الدين وتجنب المساس بالنظام العام والمصلحة العامة والامتناع عن نشر محتوى يضر بالآداب العامة أو يستخدم لغة بذيئة والحفاظ على التطابق بين المحتوى الإعلاني ومحتوى قنوات وسائل التواصل المرتبطة، حتى لا يؤثر ذلك بشكل سيء على قيمة المحتوى غير الإعلاني. وآخرها، احترام حقوق الملكية الفكرية.

تمتلك المملكة العربية السعودية عددًا لا يحصى من الموارد الوطنية العظيمة التي تساعد على نمو القطاع. فمن بين دول الشرق الأوسط يوجد في المملكة العربية السعودية الشباب الأكثر تعليماً والأكثر ارتباطاً بالتقنية. وجيل الشباب هم أوائل الذين يستخدمون التقنيات الحديثة على جميع المستويات، وخاصة الفيديوهات الرقمية والألعاب، والذي يطالب عدد كبير منهم بمزيد من المحتوى الترفيهي.

كما هو معروف، إن أعمار النسبة الكبرى من سكان السعودية تقل عن 35 عاماً، حيث يسعى هذا الجيل وراء أدوات رقمية مبتكرة جديدة، ليصبح أكثر تطلباً وتحدياً واعتماداً على التقنية. وقد حصلت المنصات الرقمية على تركيزٍ كبيرٍ في المملكة لأنها تمكن المستخدمين من مشاهدة مقاطع فيديو الواقع المعزز ولعب ألعاب الواقع الافتراضي والاستماع إلى الموسيقي. وبحلول عام 2030، ستصبح المملكة العربية السعودية واحدة من الدول الشابة، حيث من المتوقع أن يتجاوز عدد السكان السعوديين 41 مليون في المجموع. استخدم السعوديون بشكل تدريجي وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية وأصبح المستهلك السعودي العادي يقضي ست ساعات يومياً على المحتوى الرقمي وثلاثة ساعات يومياً على الشبكات الاجتماعية. وهذا ما سرّع نمو الإنفاق الاستهلاكي.

في النهاية، يتعين علينا مواجهة أربع تحديات رئيسية تمنع الشركات الإعلامية السعودية من إطلاق إمكانات القيمة الكاملة. (1) محدودية إنشاء المحتوى المحلي. يعتبر مجال صناعة المحتوى السعودي مجال ناشئ، مع محدودية وكالات صناعة المحتوى ونقص الجهات الفاعلة المحلية في هذا القطاع ذات قصص النجاح الرقمية.

(2) لم يتم استيعاب ميدان الإعلان المحلي. تُعرض الإعلانات الرقمية بشكل عام على منصات عالمية معروفة.

(3) المواهب المحلية ليست متاحة على نطاق واسع وقد أدت إلى الاعتماد على القدرة الإقليمية لسد الفجوات. وهذه في الواقع مشكلة إقليمية، مع عروض برامج وحالات جزئية للغاية للتدريب أثناء العمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

الرئيس التنفيذي شركة إكستند *

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store