Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الميتافيرس .. العالم الافتراضي بين يديك

الميتافيرس .. العالم الافتراضي بين يديك

ثورة جديدة في الصحة والبيزنس والسفر

A A
بالمستقبل القريب بدلاً من الاتصال بي عبر مكالمة هاتفية ستكون قادراً على الجلوس كصورة هولوجرامية ثلاثية الأبعاد على أريكتي أو سأجلس كصورة هولوجرامية ثلاثية الأبعاد على أريكتك وستشعر بالفعل كما لو كنا في المكان ذاته حتى لو كنا في أماكن مختلفة أو على بُعد مئات الأميال.

هكذا تحدث رئيس ومؤسس شركة فيس بوك «مارك زوكربيرج» عراب تقنية « الميتافيروس التي تتكون من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والخليط (MR) لتشكل معاً مزيجاً يكون ما يسمى بالواقع الممتد XR).

وفي الإطار ذاته يمكنك تخيل أن تكون قادراً على الجلوس مع صديقك الذي يبعد عنك بآلاف الكيلومترات، أو أن تحضر بشكل افتراضي في مقر عملك رغم أنك على الشاطئ، وتتيح فكرة الميتافيرس للمستخدمين التفاعل افتراضياً في بئية ثلاثية الأبعاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب والبيئات الرقمية والعملات المشفرة، فيما يراه الخبراء إعادة هيكلة ونقلة للتعليم والصناعة والتجارة والسفر والسياحة ومختلف المجالات الأخرى بما يحققه من وفر في التكاليف وجودة للحياة وإثراء للتجارب.

ويتكون الميتافرس من العديد من التقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي وتقنيات الويب وهو ليس نوعاً محدداً من التكنولوجيا لكنه مجموعة من التقنيات التي قادت البشرية إلى طريقة أفضل للتواصل والتعبير.

ويعود مصطلح الميتافيرس إلى ما قبل 31 عاماً عندما ابتكره الروائي نيل ستيفنسون عام 1992م في روايته «سنو كراش» التي تخيل فيها شخصيات افتراضية حية تلتقي في مبانٍ ثلاثية الأبعاد وغيرها من بيئات الواقع الافتراضي، وتتكون الكلمة من شقين الأول «meta» (بمعنى ما وراء أو الأكثر وصفاً) والثاني «Verse» (مُصَاغ من «Universe») وتفيد (ما وراء العالم). واعتمادًا على نفس الفكرة، يمكن للأشخاص من جميع أنحاء العالم أن يجتمعوا بشكل افتراضي لحضور حفل غنائي ما، تمامًا كما لو كانوا هناك.

ويمكن تعريف ميتافيرس بأنها رؤية جديدة للمستقبل، والثورة المقبلة في تطور الإنترنت.

وهذا المصطلح كان خياليًا بالكامل عندما ظهر للمرة الأولى، لكن في الوقت الحالي هو في طريقه للتحول لحقيقة.

و تحولت هذه الفكرة في الأشهر الأخيرة لواحدة من أهم الأفكار المتداولة في المجتمع التقني. وازدادت أهمية الأمر عندما أعلنت فيسبوك رسميًا عن تأسيس فريق عمل جديد داخل الشركة للعمل على الميتافيرس.

ويختلف تعريف مصطلح “ميتافيرس” من شخص لآخر ومن منصة لأخرى. لكن يمكن وصفها ببساطة بأنها الدمج بين العالم الحقيقي الذي نعيش فيه، والعالم الافتراضي، وتطبيق هذه الفكرة سيتم بالاعتماد على تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي.



بيئة ميتافيرس ونوع التكنولوجيا المستخدمة

تقوم ميتافيرس على أنواع معقدة ومتداخلة من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR) والخليط (MR) وتشكل معاً مزيجاً يكون ما يسمى بالواقع الممتد (XR)، ويعتمد على تقنيات ثلاثية الأبعاد لتكوين كائنات افتراضية تتكامل بشكل وثيق مع المحسوسات المادية والبشرية، وتتداخل معها أيضاً تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والرؤية الحاسوبية ومستشعرات حسية وتقنيات أخرى كالبلوكتشين لضمان تخزين البيانات والتعامل معها بما يضمن الحماية والخصوصية للمستخدمين، وقد ذكر لي وآخرون (Lee et al., 2021) في بحثه عن الميتافيرس ثماني تقنيات أساسية تقوم عليها ميتافيرس تشمل الواقع الممتد وتفاعل المستخدم والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وبالنسبة لجيل الويب الذي تدعمه ميتافيرس فسيكون تداخلاً من عدة أجيال ولكن أبرزها (ويب 4.0 )، والذي يرتبط بعلاقة تكافلية تكاملية مع إنترنت الأشياء و AI أو كما يطلق عليه بالويب التكافلي، والذي تتضح فيه سمات الاندماج والانغماس الحقيقي في العالم الافتراضي مع تفعيل خدمات لا مركزية تساعد المستخدمين على الإبحار والتفاعل بشكل كبير، ويتشارك معهم وكلاء أذكياء وأجهزة استشعار وخدمات معالجة اللغة، تمثل جميعها معاً نقلة نوعية في عالم الويب وخدماته.

تقنية تحول الخيال إلى واقع

في عام 2021م حول رئيس ومؤسس شركة فيس بوك «مارك زوكربيرج» الخيال إلى واقع عندما غير اسم فيس بوك إلى «ميتا» وأعلن خلالها عن رؤية شركته لبناء منصة ميتافيرس سرعان ما سيطرت على عالم التكنولوجيا واستثمر فيها مليارات الدولارات لتحويلها إلى شركة تركز بالأساس على تطوير ميتافيرس.

وقال: بالمستقبل القريب بدلاً من الاتصال بي عبر مكالمة هاتفية ستكون قادراً على الجلوس كصورة هولوغرامية ثلاثية الأبعاد على أريكتي أو سأجلس كصورة هولوغرامية ثلاثية الأبعاد على أريكتك وستشعر بالفعل كما لو كنا في المكان ذاته حتى لو كنا في أماكن مختلفة أو على بُعد مئات الأميال، ويعتقد كثير من المحللين إن تقنية الميتافيرس ستسيطر على الاقتصاد العالمي خلال السنوات القادمة ويدلل المحللون على ذلك بأنت الشركات وصناديق رؤوس الأموال المغامرة استثمرت نحو 200 مليار دولار في عالم «ميتافيرس» أو الواقع الافتراضي خلال عام 2022م وترجح التوقعات بأن «ميتافيرس» سيضخ نحو 1.4 تريليون دولار سنوياً في الاقتصاد الآسيوي بحلول 2035.

التفاعل بين الواقع والعالم الافتراضي

الواقع الافتراضي هوعالم من الخيال يتمّ تطبيقه على البيئة التي بالإمكان محاكاتها، وهذا العالم يكون مصمّماً بطريقة احترافيّة بحيث يصبح من الصعب للناس أن تفرّق بينه والعالم الحقيقي أمّا بالنسبة للدخول أو الوصول إلى هذا العالم الخيالي والمليء بالتقنيّة فيكون من خلال ارتداء نظارة أو خوذة ، صنعت خصيصاً لذلك، أما الواقع المعزز هو العلم الذي يدمج بين العالم الافتراضي والعالم المُعزّز سويّاً من خلال تطبيقات صُمّمت من أجلها، ومن خلالها يمكن للمستخدم أن يتفاعل مع العالمين أو الواقعين بالإضافة على القدرة على التمييز بينهما.

تحويل المواقع لمراكز تسوق افتراضية

يغير الميتافيرس المواقع الإلكترونية لمبيعات التجزئة من وضعها الراهن كصفحات ويب إلى مراكز تسوق افتراضية ثلاثية الأبعاد، فعند عبورك بوابة أحد هذه المراكز بصورتك الفعلية أو الرمزية (أفاتار) التي تختارها يستقبلك موظف المبيعات ويرشدك إلى جناح السلع التي ترغب في شرائها ويوصي لك بالسلعة المناسبة إذا طلبت نصحه ولا يقتصر الأمر على شراء سلع مادية يجب تسليمها لك في العالم الواقعي بل يمكنك شراء برامج وأفلام وصور رقمية أصيلة محمية بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) يتم تسليمها لك عبر الإنترنت.

ويتيح لك المتجر الإلكتروني اختيار طريقة الدفع بالبطاقات المصرفية وربما بإحدى العملات المشفرة.

أبرز استخدامات الميتافيرس

الألعاب:

تدخل تقنية الميتافيرس في عالم صناعة الألعاب بشكل قوي خاصة وأن أغلب الألعاب الآن أصبحت تعتمد على تفاعل المشاركين داخل اللعبة مع بعضهم البعض ومن أشهر تلك الألعاب The Sandbox وSorare و Axie Infinity.

السفر والسياحة:

تقنية الميتافيرس حولت الخيال لآخر افتراضي، يمكنك السفر خلالها في بيئة افتراضية لأي وجهة تريد زيارتها وتمنحك التجربة معايشة البلد التي تزورها بتقنية 360 درجة.

التعليم:

يدعم الدراسة بتجربة تتيح للطلاب معايشة التجارب الحية باستخدام موارد معرفية عالية الجودة ولعل شركة «مايكروسوفت» أول من استعان بتقنية الميتافيرس عبر نظام Mesh والذي يمكن أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب من التفاعل باستخدام الصور الرمزية ثلاثية الأبعاد الخاصة بهم.

العقارات:

يمكن للعميل رؤية تجربة واقعية افتراضية للمؤسسة أو المنشأة التي يريد تأسيسها، كما يمكن لأصحاب العقارات الاستعانة بتلك التقنية لمعاينة المباني والمنشآت التي يرغبون في شرائها أو بيعها دون الحاجة للانتقال أو السفر من منطقة لأخرى.

الرعاية الصحية:

اتسع أفق مجال الرعاية الصحية في حضور تقنية الميتافيرس والتي أتاحت عبر قنواتها تقديم العلاجات بتكاليف منخفضة مع نتائج محسنة حيث يمكن للمرضى والأطباء التفاعل في عيادات افتراضية ثلاثية الأبعاد خاصة بعد ظهور جائحة كورونا.

مجال الأعمال:

تتيح لأصحاب الشركات والمشاريع الصغيرة فرصاً لزيادة الإنتاجية من خلال خلق تفاعل بين الشركة والمستخدمين وتنظيم أحداث افتراضية للعملاء مما يمنحهم إحساسًا أفضل بالتواجد، فضلاً عن تسهيل المعاملات الرقمية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store