Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رمضان والأسعار

رمضان والأسعار

A A
نحن على أعتاب شهر كريم بداية أسأل الله لنا ولكم أن يرزقنا فيه كل خير وأعظم أجر وقبولاً في ليلة القدر.

يظل هذا الشهر الكريم له روحانيته وعاداته الخاصة، له طعامه وأجواؤه المميزة وأكلاته التي ننتظرها ونحضّر لها مسبقاً.

تختلف البيوت والمناطق والمدن، أجيال جديدة أضافت طابعها الخاص وأجيال أخرى لا تحب التغيير في العادات ولكن فكرة الاستعداد تظل رابطاً مشتركاً لدى الأغلبية في كل مكان في العالم.

ولكن ليس كل مكان في العالم لديهم نفس عادات التجار، اليوم قد أصبحت المعلومة هي أسهل شيء يمكن الحصول عليه وبالتالي نحن لسنا بحاجة أن نثبت ولا بحاجة أن نسمع دفاعاً أو نكراناً لما سأكتبه هنا.

في المناسبات والأعياد المختلفة عموماً والدينية خصوصاً نرى المحلات التجارية والتجار والمستوردين يخفضون هامش ربحهم للحد الأدنى مقابل زيادة حجم المبيعات وكسب الولاء ويرون أن واجبهم تجاه مجتمعهم هو المشاركة في أعيادهم وصنع البهجة لجميع الطبقات وأن يدعموا حق الأغلبية في الحصول على الاحتياجات الأساسية على أقل تقدير.

في مكان آخر تجد تجاراً ينتظرون هذا الشهر الكريم قبل وصوله، واقفين على الأبواب يتربصون به في كل مكان وعند كل طريق ينتظرون أن يأخذوا منه كل شيء ممكن مستغلين زيارته ليأخذوا من كرمه ويسلبوا بهجته من بيوت الكثيرين مستخدمين سلاحهم الخاص بقوة الاتفاق السري أو بقوة الاحتكار متحدين الرغبة أو الحاجة بقانون الأسعار.

أنا أكاد أن أميل أن التجار أنفسهم ليسوا طرفاً مباشراً في هذه المكيدة ولكن من ستزداد عمولته من زيادة المبيعات ومن سيحصل على المكافأة السنوية من تحقيق الأرباح هم القناصون المختفون في أروقة الأسواق وبين أرفف المحلات التجارية.

ولكن يظل التاجر مسؤولاً مسؤولية تامة عن دوره في المجتمع ولذلك أيها التجار إن الأسعار في رمضان تحتاج إلى كثير من الرحمة والعقلانية والتعاون، الأسعار تحتاج وقفتكم.

نحن نرى ونعرف أن بعض المنتجات في فترات سابقة عند مقارنتها بشهر رمضان قد تختلف بفرقٍ طفيف لعله لا يلفت أنظار المستهلك ولكن حتماً يصنع فارقاً في حسابات التجار.

وأنا أعلم أن كلامي هذا تحدّث عنه عشرات الكتاب وقالته عشرات الأصوات ولكن إعادة الحديث عنه هو واجب علينا أن نذكره ونذكّر به لعل الذكرى تنفع المؤمنين وتصل لمكاتب التجار.

هذا الشهر يا سادة يسبقه ويتبعه الكثير من الالتزامات على العائلة وواجبكم تجاه المجتمع هو واجب وطني وإنساني وديني، نحن لا نتوقع منكم أن تبيعوا بخسارة ولكن نتوقع منكم تخفيض هامش الربح كأقل مشاركة احتراماً لهذا الشهر الكريم وتضامناً مع أهلكم وأبنائكم وتقديراً لما يعيشه العالم من غلاء في الأسعار.

أيها التاجر.. للغذاء أو الكساء أو البهجة أو أياً كانت سلعتك.. إن كان ما مضى قد مضى فعفى الله عمّا سلف ولكن هذا العام ما زال هنا وبأيدينا أن نفعل شيئاً لنُظهر أمام العالم أننا ما زلنا بخير وإلى يوم الدين سنظل بخير وعند الشدائد تظهر المعادن، معدننا كريم.. ونحن لها وكل عام وأنتم ونحن والوطن بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store