ما أن تم الإعلان الرسمي وسط ترحيب العديد من الدول العالمية والعربية والإسلامية عن الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية الصين واستجابة لمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما خلال مدة أقصاها شهرين حتى بدأ تدشين مرحلة جديدة للتعاون الإقليمي لا تصب في صالح السعودية وإيران فحسب بل لصالح دول منطقة الشرق الأوسط أجمع حيث من المؤكد أن يسهم في زيادة الوئام بين بلدان المنطقة وفي إنهاء الصراع اليمني ويمتد إلى إيجاد حل للصراع السوري والخلافات إضافة إلى الملفات المستعصية في المنطقة والحرص على استقرارها وقوتها وتمثل انعطافة كبيرة على مستواها في النمو الاقتصادي وتطورها ورفع ناتجها.
ومن المؤكد أن يسهم الاتفاق في تعزيز ركائز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة كما يعطي دفعة جديدة للتعاون بين كافة دول المنطقة وهذا ما تسعى إليه السعودية دائمًا من خلال دورها التاريخي في دعم واستقرار المنطقة والعالم أجمع وتحقيق مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والوصول إلى علاقات طبيعية دون شوائب.
لم تسع السعودية للاتفاق إلا بعد جدية أطرافها ووضع ضمانات لتحقيق بنودها وهي دائمًا ما تسعى للجنوح للسلم ودائمًا ما تفضل المسار الدبلوماسي والسياسي لحل الخلافات شريطة الرغبة الجدية في الطرف الآخر، كما أن عودة العلاقات بين البلدين تترجم حنكة السياسة السعودية الخارجية في هذا الشأن في ظل تربص جهات معادية بأن تتطور خلافاتها مع دول مجاورة وخبرتها في التعاطي مع الملفات الكبرى والتعامل بواقعية واحترامها لسياسة وسيادة الدول ومصالحها، ودائما ما تسعى السعودية في كل ما من شأنه حفظ حقوق مصالحها ومصالح الدول العربية وبما يحقق رفاهية شعوبها ودائمًا ما تحقق الصعاب في سياساتها الخارجية من حيث النظام الأمني والإقليمي.
السعودية دائمًا وعبر تاريخها الطويل تنظر إلى إيران كدولة مسلمة وتمتلك إمكانيات كبيرة وتدرك أن النوايا الحسنة المتبادلة بين البلدين هي كفيلة بإيجاد مناطق مشتركة للعمل الدبلوماسي والتعاون المشترك وهي دائمًا ما تُعد نموذجًا في إدارة ملفات الصراع والخلاف حتى باتت مطلبًا دوليًا وتحقق نجاحًا استثنائيًا سيعود خيرًا وازدهارًا بين شعوب ودول المنطقة.
حاتم سعد العميري
Hatem1403@
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
