رمضان جاء بأطيب النسماتِ
فاستقبل الخيراتِ والبركاتِ
شهرٌ أهلَّ بكل غفرانٍ لنا
من ربنا نستقبل الرحماتِ
بالصوم أو بالذكر يصفو قلبُنا
نزداد من أجر ومن حسناتِ
فاكتب لنا اللهم عندك رحمةً
وامح الذي قد كان من عثراتي
فأنا بذنبي قد أتيتك تائبًا
وأغصُّ في ندمي وفي حسراتي
وأقدِّم البرهان قلبًا مخلصًا
ومن العيون تساقطت عبراتي
الإثم مرٌ والذنوبُ كثيرةٌ
والعفو منك وسيلتي ونجاتي
في فضلك اللهم إني طامع
حتى وإن قصَّرت في الطاعاتِ
فالقلب سبَّح والجوارحُ تنحني
عند الركوع براتب الصلواتِ
وإذا أتى قلبي بفضلك نفحةٌ
فاضت دموع القلب في السجداتِ
وإذا سمعت الذكرَ عند تلاوة
وصدحت من شفتيَّ بالآياتِ
فالقلب تغشاه السكينة والتقى
وتزيد من خوف اللظى أناتي
وتتوق نفسي للقـيام بليلة
هي عند ربي أفضل الليلاتِ
فيها يعمُّ الكونَ روحُ سكينةٍ
ويضج من أمنٍ ومن نفحاتِ
وملائكُ الرحمن تعلو عابدًا
بالفضلِ والإحسانِ والبركاتِ
ويجيب قيومُ السماء دعاءه
ولكم يجود بأنفس الحاجاتِ
لي عند ربي حين أفطر دعوةٌ
مقبولةٌ مرجوة الغاياتِ
فأمد كفي قبل فطري راجيًا
وأطيلُ من فرط الجوى دعواتي
ربي أبي والأم في قبريهما
كم قدَّما من أفضل الطاعاتِ
فافتح لهم بابًا بفضلك رحمة
ليروا مقاعدهم من الجناتِ
بشرهم بمقامهم وجزائهم
وأرفع منازلهم من الدرجاتِ
فتهب في القبر الطهورِ نسائمٌ
وشذا الجنان يضوع في نسمات
فالقبر نورٌ واللحود فرادسٌ
فأكاد أنشق تلكم النفحاتِ
ويكاد ينبجس الضياء بقبرهم
ويشعُّ في ألق وفي هالاتِ
من يمنحِ القرآنَ كل حياته
سيكون حتمًا في حمى الآياتِ
هي تلك أمنيتي لأمي وأبي
أدعو لهم بالخير طول حياتي
فأنا أقدم في الدعاء دعاءهم
وأخصهم بالسبق والحسناتِ
ولأنت أكرم في العطاء إلهنا
فأفض عليهم رحمة وهباتِ
أنا قد عبدتك خشيةً ومحبةً
خوف السعير وأبتغي الجناتِ
فإذا ذكرتُ جهنم وسعيرها
أقلعت عن ذنبٍ وعـن زلاتِ
وإذا تذكرت الجنان وحورها
أسرعت في الطاعاتِ والخيراتِ
فأذق فؤادي يا إلهي رحمة
فلأنت وحدك واهب الرحماتِ
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
