في ليلةٍ أعلنت برحيل يومها حيث باتت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل حيث السكينة والهدوء الذي يستوقف قراءتي وطقوسي كل ليلة ،ولكن ثمة شيئاً يحدث! ولكني لم أدركه بعد! ...يبدو أنها ليلة ذات اطروحة ..
أنها ليلة اسمع لها همس لم أعرف مصدره بعد! أنه أشبه بحوار بين أُدباء ومفكرين...اقتربت أكثر من مكتبي وأمسكت بكتابي الذي لم أتمم قراءته بعد، وأشعلت أبجورتي في دهشة وإنصات متأملة ما يحدث بين صفحات الكتاب من همس !!..فإذا بحرف ٍ يسأل كلمة .. من نحن في حياة الإنسان؟ أجابت الكلمة: أنت روح الكاتب وأنا الفكر الذي في جسد القارئ؛ أن الإنسان يقرأ من أجل أن يكتب، من أجل أن يتعلم ، من اجل الوعي بالجهل ذاته.
فالحروف ترسم ذاتها لتظهر بشكل لوحة فنية من الكلمات لها معانٍ يعيها العقل وينتمي لها الفكر.
روح حرف وجسد كلمة؛ كلاهما يعيشان في كتب العالم التي تسكن أرفف المكتبات والتي كلما استمتع بها القارئ كلما كتب القلم.
تماماً كما أمسكت بقلمي الليلة كطفلٍ يحاول الكتابة ويمسح ليعود مجدداً ويكتب حرف الألف ليقرأ أنا ...
مع شروق الفجر أصبح الهمس جهراً وأغلقت الكتاب الذي من أجل الإنسان.
قرأت، وكتبت، لتقرأ ..أنت..
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
