Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأم بين متابعة المشاهير والسناب!

الأم بين متابعة المشاهير والسناب!

بصراحة.. وأشياء أخرى

A A
يقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق فالأم مدرسة بل جامعة للحنان والحب، نبع عاطفي، أمان للعائلة، الأم كل المشاعر، كل الأسرة، تقوى لكي تريح الجميع وإن كانت تعبة، خصوصًا إذا شعرت بخطرٍ يداهم أفراد عائلتها، فهي بحر من العطاء، مهما عصفت بها الأيام، وادلهمت بها العواصف العاتية تبقى جبلا يحاول ألا ينهدّ!

الأم كانت وما زالت اسمًا وصفة وملاذًا وملجأ لأطفالها، لربّ أسرتها، حتى الزوج حين يدلف بيته أول ما يسأل أولاده أين أمكم؟

الأم في عصرنا الآن اختلفت وتغيرت، وهذه حقيقة موجعة لابد أن نصرّح بها شئنا ذلك أم أبينا، باتت الأم الآن إن صرخ طفلها أعطته جوالها أو «الآيباد» يلهو بطول النهار وجزء من الليل، تحرص على إطعامه ولا تهتم بتنمية إبداعه، الساعات الطوال يقضيها أطفالنا بين لعبة خطيرة وسلوك عدوانية وكلنا نعرف ضحايا لعبة «الحوت الأزرق» من الانتحار.

أيتها الأم الكريمة.. عودي لدورك واتقي الله في أولادك وبيتك وأسرتك فلا منطق أن يلهو أطفالك بالهاتف وأنت في الطرف الآخر على سريرك وأريكتك، وترشفين القهوة وأنت على هاتفك تبتسمين مع كل مقطع تتصفحين المواقع التيك توك، السناب.. وللأسف بناتك هناك يصرخون، يبكون، يتعاركون وأنتِ في وادٍ آخر من متابعة بعض المشهورات والمشهورين الحمقى بداعي التسلية، ليس هذا دور الأم يا نبع الحنان!

سأرسل رسالة لأمي يرحمها الله ويحفظ من بقي من أمهاتنا.. إليك يا أطهر روح تسكنني في جنة الخلد بإذن الله لم أنس حديثك الشفاف ذات مرة حين قلت: انتبه من الهوى يا....!

فمنذ ذلك اليوم حفظتُ الوصية وأتبعتُ خيوط الفجر مع سربال الشمس..

شكرا أمي..

ارتميتُ في صدر التيه وصرختُ أمي! فسكبتُ الدمع تترى فجاءتني في حلم وقالت: انهض يا بني ونفثت فيّ تعويذة الصباح فقمتُ لأكتب شكرا أمي..

مساء أمي يستمطر الغيم وينثر عليّ صيب الحقيقة ويدخلني في مسافات الإشراق وهج الحرف ويبعدني عن الخسف والنسف.

شكرا أمي..

أمي علمتني الحرف.. كيف يتنفس الصباح حكاياها المبخرة ويتطهر بمسك القصيدة ويسيل على جدار الصمت ترياق الحياة.

وأخيرًا...

نقطة من أول السطر - ‏ابتسرت يداها نحو قصعة الكلمات أحدثت جلبة ما بين الفاصلة والهلال.. ‏تكرعت الحروف.. ونام القدر تعيساً.. لتفرخ آهات علقت ما بين المتن والهامش.. صك الكتاب أرنبة أنفها لتكتب نقطة من أول السطر.. حكاية ندم أبطالها فصول من مجلد الذكريات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store