في خطوة تعكس حرصها على مصالح مواطنيها، دشّنت القيادة الرشيدة «حملة اكتتاب جود الإسكان»، التي أطلقتها منصة جود، حيث تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بمبلغ 150 مليون ريال، استمرارًا لدعمهما للجهود التي تستهدف توفير مساكن للأسر الأكثر احتياجاً.
هذه الخطوة المباركة تؤكد إدراكهما أن توفير السكن اللائق هو تجسيد حقيقي لتسخير المُمكنات كافة في سبيل دعم الفئات المُستحقة، فالسكن هو أول احتياجات المواطن التي تحقق له الرفاهية والأمان، لأنه حضن الأسرة الدافئ، وأبرز المداخل لتحقيق هدف جودة الحياة الذي نادت به رؤية المملكة 2030 في كافة محاورها.
وخلال السنوات الماضية أولت الدولة اهتمامًا واضحًا بإيجاد الحلول الحاسمة لمعضلة الإسكان التي تؤرق بال الكثير من الأسر، وذلك عبر تفعيل التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة؛ وذلك من أجل تحقيق الهدف الأسمى وتحقيق المساواة بين المواطنين، وتلبية احتياجات الفئات الأكثر احتياجاً.
ولأن غالبية الشعب السعودي هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 - 35 عامًا كما تشير لذلك بيانات الإحصاءات السكانية، فإن هذه المشاريع الخيرية تعد دافعًا كبيرًا للشباب ومتوسطي الدخل لأجل التخلص من أعباء الإيجار الذي ظل يؤرق مضاجعهم ويشغل بالهم ويستنزف جزءًا كبيرًا من ميزانيات الأسر.
ولأن الله تعالى أكرم هذه البلاد المباركة بقيادة حكيمة تتلمس احتياجات أهلها، فقد تم إقرار العديد من القوانين لوضع حلول للمشكلة، مثل قوانين الرهن العقاري ورسوم الأراضي البيضاء وغيرها.. كما سعت لمنع احتكار فئات معينة لسوق العقار، وقدمت كثيرًا من الدعم للشركات الواعدة في هذا المجال.. كل ذلك كانت له أهداف محددة تمثلت في تنويع الخيارات وإحداث منافسة حقيقية تنعكس خيرًا على المجتمع وتصب في مصلحة مواطنيه.
كما اهتمت الدولة بتوفير مئات الآلاف من الوحدات السكنية بمواصفات متعددة للمواطنين وبأسعار تناسب كافة شرائح المجتمع، إضافة إلى خطط طموحة يجري تنفيذها على المستويات المختلفة، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، لأن ذلك يلامس هموم المواطن السعودي وتطلعاته.
كذلك تزايد التركيز -في ظل توجه الدولة نحو توظيف مواد صديقة للبيئة- على استخدام أساليب بناء حديثة، تراعي جودة المواصفات الفنية العالمية والأسعار المناسبة.. وذلك لضمان الاستخدام الأمثل للموارد بما يحقق الاستدامة ويراعي المتطلبات الدولية للحد من العوامل التي تقود إلى التغير المناخي الذي يؤدي لتهديد الحياة على سطح كوكب الأرض.
كما اهتمت القيادة الحكيمة بإشراك القطاع الخاص في تحقيق هذا الهدف الوطني الإستراتيجي، وذلك عبر حزمة من التسهيلات التي تجعل هذا القطاع شريكًا أساسيًا في التنمية.. لذلك لم يخيب رجال الأعمال السعوديون الآمال التي عقدت عليهم وكانوا على قدر المسؤولية والتحدي، وقدمت الشركات الوطنية جهودًا كبيرة ومقدرة.. كما شملت هذه الشراكة المتميزة البنوك التجارية ومؤسسات التمويل العقاري، التي ساعدت على نمو أعداد القروض إلى معدلات مرتفعة.
ومن أبرز ملامح التفوق التي تعمل عليها منصة جود الإسكان أن جهودها شملت كافة مناطق المملكة، بحيث لا يوجد تفضيل لمدينة أو منطقة بعينها، بل تم وضع خطط التوزيع بصورة تراعي الكثافة السكانية للمناطق المختلفة، ودرجة الاحتياج للمشاريع السكنية.
ولأن مواطني هذه البلاد المباركة يتخذون من قادتهم وولاة أمرهم قدوات لهم في أعمال الخير والبذل والعطاء، فقد تسابقوا للإسهام والمشاركة في حملة التبرعات، وفي وقت وجيز تم جمع مبالغ كبيرة سوف تسهم حتمًا بعد توجيهها للإسكان الخيري في إيجاد الحلول اللازمة للفئات الأكثر احتياجًا، لنؤكد من جديد أننا بلد الخير الذي يمد فيه القادر يده بالعطاء للمحتاج، في تجسيد حقيقي لقوله صلى الله عليه وسلم «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».