Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

مثل قطع الدومينو!!

A A
أتّفق مع التحليلات السياسية التي تتوقّع إمكانية نشوب الحرب العالمية الثالثة بسبب الإفشال الأمريكي لجميع خطط السلام التي تسعى لها الصين بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

فالغرب بقيادة أمريكا لا يكلّ من ثني أوكرانيا عن أيّ تنازل لصالح روسيا كي تُنهي الحرب هذه الأخيرة، ويبدو أنّه نجح في ذلك، بل ويُؤجّج الحرب وبصبّ مزيداً من الزيت على النار بتزويد أوكرانيا بالسلاح الخطير لإفشال الخطة الصينية للسلام.

لكنّي لا أتّفق مع القائلين بأنّ الحرب العالمية فيما لو نشبت ستكون محصورة بين بعض الدول مثل الدول الغربية وروسيا والصين واليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وتايوان، فالحرب العالمية هي مثل قطع الدومينو المرصوصة خلف بعضها ضمن أشكال فنية، فإذا ما أسقط الفنّان الذي رصّها القطعة الأولى منها انهالت القطع الأخرى في السقوط المتتالي، واحدةً بعد أخرى، حتّى نهاية القطع كلّها، وكذلك الحال بالنسبة للدول الحيادية التي ترفض الحرب العالمية، والفرق الوحيد بين الاثنتين هو أنّ سقوط قطع الدومينو سقوط اختياري وفنّي، أمّا سقوط الدول الحيادية فهو سقوط إجباري له تداعيات عسكرية وسياسية واقتصادية وأمنية خطيرة.

وما يعنينا نحن في الدول العربية والإسلامية عند نشوب مثل هذه الحرب لا قدّر الله هو قدرة إنتاجنا واكتفائنا الذاتي في الزراعة والصناعة وباقي أساسيات الحياة، وكذلك استمرارية حصولنا على ما نستورده من هذه الأساسيات من الدول المتحاربة، وهو كثير جداً، فعند الحروب تنشغل الدول بنفسها وتقلّ كمية التصدير، وفق مبدأ (نفسي أولاً ثمّ البقية)، وهنا تتجلّى أهمية الاستقلالية الذاتية في الزراعة والصناعة لكلّ الدول، وأتمنّى تطوير ذاتنا والسعي الدؤوب لضمان الأمن الغذائي والدوائي بتوفيق الله، فالحرب العالمية الثالثة تختلف كثيراً عن الحربيْن الأولى والثانية باحتمالية استخدام الأسلحة النووية الفتّاكة، ويا أمان العالم من كافّة الحروب التي يُديرها إبليس وأعوانه من البشر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store