Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

فن ازدراء الناس!

A A
نقطة واضحة جداً، تقليد الشخصيات الرصينة والاستهزاء بها ليس تمثيلاً ولا تملك كمُمثل حق لعب هذه الأدوار بحجة «فن»..

لأن هذا الفنان استخدم هذه الشخصيات كوسيلة لكسب الملايين، وهذا ينفي حجّية «النقد» و»الرسالة»، هذا أولاً..

وثانياً بأي حق تجعل من شخص لديه أُسرة وأطفال وبنات وأُم محل ضحك للعالم أجمع رغم أنه لم يفعل شيئًا خطأ حتى تُبرر هذا الفعل الغبي..

بأي حق يُصبح إنسان عاقل لم يُجرم بحق أحد محتوى لشخص يُقدّم نفسه كفنان يُقدّم أعمال تنويرية!

أحد أساسيات التنوير احترام آدمية الآخر وعدم المساس بكرامته، ناهيك عن الفارق العلمي والأدبي والاجتماعي بين إنسان قضى حياته طالباً للعلم الذي ينفع به مجتمعه وشخص لا هم له سوى جمع المال على حساب الاستهزاء بالآخرين..

يجب أن يعي كُل من يسير بهذا الطريق أن الفن ليس صك براءة ونزاهة حتى يُصبح من خلاله الفنان مالكاً لحق الاستهزاء بأي شخص واظهاره للعامّة بمظهر يكسر روح أطفال هذا الشخص دون جُرْمٍ منه..

وأي رزق يأتي من خلال مُمارسة هذا العمل بكُل تأكيد هو مشكوكٌ فيه، الرزق الحلال لا يأتي عبر تدمير أرواح الآخرين، وخاصة من لم يكن لديهم شيء سيئ حتى تتناول لهجتهم وملامح وجوههم ولباسهم وتجعل منها محل تندّر وسُخرية..

وكما لا يرضى هذا الفنان أن يُشاركه أحد هذه الملايين التي يكسبها من إساءته للآخرين، يجب أن يعي أن الآخرين كذلك لا يرضون أن يكونوا محتوى يسترزق بسببه..

ازدراء الناس لا يمكن تسميته فنًا، هذا شيء مُخجل ودليل على عجز وفشل في إنتاج محتوى لائق في شهر كريم نتوقع فيه رسائل أفضل..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store