Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أهلا بالعيد

No Image

A A
وها هي الأيام تتوالى، و الأصوات تتعالى، والهمم تتسامى، والسباق إلى الله سبحانه وتعالى بخطوات ثابتة وأهداف عالية يترامى، صياما مقبولا في شهر بالرحمات مشمولا ، وغفران من الذنوب بات مرجوا ومأمولا ، وخيرا كثيرا بطيب نفس رأيناه مبذولا ، ورضا من الله في يوم عيدنا حزناه مضاعفا ومضمونا ، وبأيدي ملائكة كرام محمولا ومنقولا ، رضي الله عنا بما كان منا فأرضانا بالآخرة والأولى...

رضينا بالصيام فأثابنا بسخاء ، وتحملنا القيام فأحاطنا بالثناء ، وبذلنا المال فضاعف لنا الأجر وأجزل لنا العطاء ، وقضينا أوقاتنا في تدبر كتابه وتلاوة آياته ، فعطرها لنا برحماته وطيب نفحاته ، ولهج لساننا ذكرا ، فعاد علينا من الذكر عطرا ، وانحدرت من العيون دموع خشية بالوجنات تَحفُر ، فأشرقت الوجوه بنور هيبة على الهامات يظهر ، قدمنا الخير بأشكال وصور ، فجنينا الأجر بأرزاق تُجْرى ، وعقبات تُمحى ، ورغبات تُرجى ، وخيرات تُهدى ، وهموم تُنسى ، وآمال تُعطى ، وأموال تُمنح ، وأقفال تُفتح ، وأخبار تُفرح ، وذنوب تُمسَح ، قدمنا القليل في ميزان العطاء ، وجنينا الكثير من رب السماء ، سهرنا ليال معدودة ، ففتح لنا بها طرق كنا نراها مسدودة ، بكيناه خوفا ورهبة ، بقلوب بالإيمان رطبة ، لرضاه بحثا ورغبة ، فأبكانا فرحا بقربى ، لجنان بالآفاق رحبة ، برفقة وبخير صحبة..

هو العيد بعينه ، عشناه فرحة لا توصف ، وجنيناه منحة لا تُكَف ، وأنهار من الرضا لا تجف ، فلم يعد في القلب خوف ، فالشيطان قد انصرف ، والملائكة فينا تحف ، ونسمات القبول في صباح العيد على الدنيا ترف ، ولرضا الله عنا تزف ، وكأننا على أبواب الجنان نقف ، وقد عجز اللسان عنها أن يصف ، فكل ما عملناه علمناه ، وكل ما قدمناه لقيناه ، وكل ما أضعناه وجدناه ، وكل ما خسرناه كسبناه ، وكل ما تركناه أعدناه ، وكل ما نسيناه ذكرناه ، وكل ما حلمناه حملناه ، وكل ما تخيلناه رأيناه ، وكل ما كان منا كان لنا فنلناه ، إلا الصوم كما عهدناه ، هو لله كما عرفناه ، وقد جازانا عنه بما رجوناه ...

فلك الشكر يا الله ولك الحمد ...

ولك الفضل بلا حد أو عدد ...

ولك الثناء بلا انتهاء أو مَرَّد ...

فأي جود بعد جودك يا صمد ...

صدق العظيم ، فالحقُّ أعطى ما وعد ...

عيد تَفَرّد بالجمال ، فلم أجد للوصف بُد ..

في العيد تختلف الرؤى ، ولم يعد للعقل حد ... ، للعيد شمس تحتها دفء وبرد ، وصباحه بالنور يكسو الأرض ورد ، ومساؤه يرنو بألحان ووجد ، في ليله نزهو بأثواب السعد ، أوقاته مُلئت بِحُبّ وامتزج هزل بِجَد ، وبه السعادة لا تفرق بين بنت أو ولد ، ماذا أقول لجاهل في فضله ، وهل هناك لمنكر في القول رد ، قد قالها الله الأحد ، كل عام عيدنا عند الإله كموعد وكما وعد ، كي يحتفي بضيوفه ، جلّ المضيف بعرشه ، واكتسى من نوره في الكون نورا بل يزد...

فكل عام إن نعد ، أنتم بخير ، والخير حلَّ بأمسنا، وجاءنا في يومنا، وقد يزرنا في غد أو بعد غد ، فالعيد عاد بخيره فامدد لعيدك ألف يد...

(الله أكبر) قالها في فجره ، كل عابد إن عبد ، قالها وأعادها ، سبع صداها في السماء وقد صعد ، (الله أكبر) في الصلاة عمادها ، فيها ترانيم تجوب الأرض رعد ، (الله أكبر) والطيور لقولها تسمع لها في العيد رد ، وأي قول بعدها إن كان للتكبير بعد ...

أرجو لكم للعيد عَوْد ، فالعيد إن عدنا يَعُد ، وليس للأعياد صد ، من ذا لعيدٍ قد يَرُّد ، حتى بعقلٍ لا تَرِد ، ومستحيل أن نجد ، فليس بعد العيد بعد ، وليس مثل العيد سعد.. ولنا لقاء كل عيد ، كي نستعيد سعادة ، هبة الإله لكل من آمن به وله شهد.

@bentalnoor2005

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store