Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الزين في السوق يمّه»!

«الزين في السوق يمّه»!

بصراحة.. وأشياء أخرى

A A
أمي رحمة الله عليها وعلى أموات المسلمين جميعًا كانت حين كنت أنوي الزواج ومن أهم شروطي الجَمَال وهذا طبيعي، كانت تزرع ابتسامة في شفاتها يرحمها الله وتقول ضاحكة: «يا علي الزين في السوق وأنا أمك»!

إن مقاييس الجمال من منظور المتذوق له أسس يعرفها ويزنها المختصون كمجال قصيدة تقافزت الحروف رونقًا وحسنًا أو روعة لوحة تشكيلية، بشكل أوسع كل فن أدبي وثقافي لابد أن يكتشف وينقب عن مكامن الجمال ودروب التألق والتسلح برداء الغوص لاستخراج من باطنه البديع دررًا متلألئة تشع عيون الناظرين إليها فجمال «القمر» هذا المخلوق الرباني ليس له أسس يعرفها ويفهمها المتذوقون... كلا بل هو من فرض الجمال وعلمه للآخرين، نعم في الزمن الغابر الهزيل كان يُعبد وربما لجمال شكله واستدارته استلهم القلوب بحسنه وصفاء نوره!

أما المرأة التي قديمًا حيرت لب الشعراء فهاموا في جمالها عذريًا بالحرف نغمًا وعشقًا، فيتجلى جمالها بصفاء روحها وعذوبة منطقها وتمسكها بدينها وحيائها واحتشام جوارحها ومدى تواصلها مع الآخر وفق شرعية اللقاء وجدلية الكلام..

أما المرأة الآن فجمال (مغشوش صناعي) كما يقول صديقي (المهذار) حين سألته عن جمال المرأة قال لي ضاحكًا بلهجته الجنوبية «الزين عند الكوفيرة»..

صمت برهة مقلبًا جملته في رأسي حتى صدعت، وأنا أتفق معه إلى حد كبير فالمرأة الآن ليس لجمالها مقاييس بل اغتالتها أدوات الزينة.. كل ذلك الجمال الذي سميت به المرأة الغانية التي استغنت بجمالها عن أي محسن آخر فسبحان الله من خلق الاثنين وأبدع فيهما فالقمر جمال رباني والمرأة صناعة مغشوشة سرعان ما يسقط ويذوب لتأتيك الوحشة والغربة مع امرأة لم تتغير إلا ما بين ليلة وضحاها.

* وأخيرًا....

كلما عركتك الحياة ألمًا خرجت منها بأمل قوامه التفاؤل وآخره الحُبّ أول سطرٍ في مجلّد السعادة..

‏كلما كانت حياتك بين نقيضين فأعلم أن الضدّ بالضد يستخرج المعرفة..

‏كلما آنست نارا بقلبك فأعلم أن بردها سيأتي ولو بعد حين..

‏كلما ضاق صدرك فتأكد أن الله معك..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store