منذ أن أطلقت تويتر خاصية المساحات الصوتية عبر غرف الدردشة والتي يمكن لأي شخص إنشائها والانضمام إليها، زاد عدد المشاركين في تلك المساحات ووجد الكثير منهم مبتغاهم فيها، فبعد أن كان التواصل بين مستخدمي الشبكة عبر أحرف محدودة العدد، باتت اليوم تتيح للمستخدم إنشاء غرف صوتية تمتد لساعات طويلة دون قيد أو شرط، وبالتالي يمكن لأي شخص الانضمام كمستمع والتحاور مع شخاص حقيقيين ووهميين قد لا تربطهم مع بعضهم سوى معرفات ذات أحرف ورموز.
هذه المساحات الافتراضية كشفت في الحقيقة عن العديد من الأنماط الشخصية لدى الضيوف والمشاركين على حد سواء، وفي تلك الغرف قد ترى جميع أنواع الشخصيات والنفسيات، كما برزت أسماء ذات قدرات في طريقة الحوار والنقاش والجدل والإقناع، وأسماء أخرى لا تستطيع التعامل مع الآخر بين السلب والإيجاب، حسب الموضوع المطروح للنقاش في تلك المساحة، فيما يلجأ المستمعون إلى فن الإنصات خاصة إذا كان الموضوع المطروح لا يناسب ميولهم أو تخصصهم فوجودهم فقط لاكتشاف الجديد ومعرفة أفكار وشخصيات المتحاورين.
بعض المساحات تناقش أموراً متنوعة وبعضها مواضيع متخصصة، وطالت المساحات بعض المجالات الأخرى كالأسهم والفن والموضوعات العامة والجدلية، وعادة ما يطغى الجانب الديني والرياضي على أغلب المواضيع المطروحة للنقاش، في هذه المساحات يدخل الجميع، والكل يدلي بدلوه، حتى تعدى الأمر في بعض تلك المساحات الافتراضية أن تكون سبباً في إشكالات قانونية وصلت إلى المحاكم والقضاء، وأصبح الآن من يرغب في فتح مساحة خاصة به عليه أن يعرف كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص بأنواعهم وشخصياتهم المختلفة والتصرف السريع في المواقف المناسب.
ما زالت تجربة المنصات الصوتية وليدة رغم مرور نحو عامين ونيف عليها، ولكن سيكون لها دوراً كبيراً في قادم الأيام سواء في زيادة الوعي أو للطرح الجاد، وبث الوعي والتثقيف والوصول إلى شرائح المجتمع المختلفة، إذا سادتها الأدبيات المعروفة وحفظ الخصوصية وعدم التجني أو الخطأ على الطرف الآخر أو التقليل من شأنه، وسيكون من شأن تلك المساحات أن تؤسس لفكر وطرح جديد حول كيفية التعامل مع الآخر، فالمساحات أعطتهم الحافز للتحدث مع الآخرين والتحاور معهم ولكن بنكهة رقمية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
