Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

النموذج بين التشكيك والتشويه

النموذج بين التشكيك والتشويه

A A
تعج الحياة اليومية بالمشكلات المتعددة وهذه طبيعة الحياة في وجود الاختلافات والخلافات وكان فيما مضى هناك قواعد معرفية يركزون عليها ومن ضمنها المحافظة على الأسرار وعلى عدم خروجها وهو حذر محمود يساعد على الرجوع للصواب والندم والاعتذار لكلا الطرفين حينما يحس أحدهم بأنه تجاوز حده مع الآخر.

كانت هذه القيم المعمول بها أشبه بالتوصيات التي يتم التركيز عليه والانتباه لها وهي بمقامة السر الذي لا يمكن الإعلان عنه في كل الأحوال.. وكان في شدة أزمة الخلاف يتم التدخل من الأقارب ومن عرفوا بطبيعة اتزانهم وقدرتهم على الحل في جميع الاتجاهات.

اليوم اختلفت التوصيات وتجددت المعايير وتم التركيز على مؤشرات يتم الحكم عليها من خلال تلك الإفرازات التي أصبحت وليدة اتساع قنوات التواصل والاتصال مما ساعد على الوقوع في استحداث مشكلة لاختلاف لا مبرر له والتصرف بطرق لا تليق مع أي حدث واستخدام السرية العائلية في فضفضة لا قيمة لها ونشرها عند بعض من يتلذذ بتشرها أو أخذ رأي ومشورة ممن يدعون تقديم الاستشارة حتى أصبحت المعلومة مفقودة والتوجه نحو الحلول مستحيلة والرغبة في الانتصار لا الحل هو المبتغى والمطلوب.

وتطور الأمر إلى أن تسمع المشاكل مذاعة ومنتشرة على مواقع التواصل وتجد الفتوى والرأي فيها متعدداً من قبل شخص لم يتزوج أو فتاة لا تعرف عن حياة الزوجية مما ساعد على فقدان السرية وتحولها إلى قضية اجتماعية يتحدث فيها من يعرف ومن لا يعرف، وأجزم أن أغلب المشاكل التي تحدث هي بسبب التدخلات غير المبررة والاستعانة بأشخاص ليسوا أهلاً للاستشارة أو للتوجيه والسداد.

إن النموذج الذي يستحسن اتخاذه هو المحافظة على الاتزان والضبط في إدارة مشاعرنا وردة أفعالنا دون الانفجار الذي يعزز من الفجوة أو التعقيد أو الوصول في الاختلافات إلى مرحلة صعبة يكون ضحيتها انتهاء رحلة زواج استمرت سنوات أو أطفال يعيشون بغربة بعد الانفصال تترك أثرها عليهم ويدفعون الثمن على مدى العمر.

الحقيقة التي يلزم الاعتراف بها أن هناك ما يسمى تشويه النموذج والإساءة إلى الأب أو الأم أمام الأبناء أو الأصدقاء أو الأقارب مما يساعد على تطورها وتطويرها بحجة الله يعينك كيف متحملة أو صابرة عليه وهي تقال للطرفين بطريقة تناسبه مما يجد مزيداً من الأمثلة الوهمية التي تساعد على التعقيد والتقعيد في استوطان الخلاف وتحوله إلى أزمة لا تنتهي.

كما أن المقارنات المتجددة في كل شيء هي من المسببات لوجود مثل هذه الاختلافات وزيادتها بشكل يحول البيت إلى جحيم لا يطاق ويثير الخلاف الدائم من شك وتحسس وتصيد لكل ما يحدث حتى تصل إلى مرحلة لا توافق ولا قبول ويصبح الانفصال وزيادة المشاكل والادعاء محالاً لهما.

إن من أهم التحديثات والتطوير والتغيير الذي يتم هو العمل والعودة إلى السرية في المشكلات والاختلاف وعدم إثارتها أمام الأبناء أو فتح الحوار لها أمام الأصدقاء والأقارب، مع أهمية الابتعاد عن استنطاق الأبناء تجاه الوالدين في محاولة تأييد الملاحظة السلبية لأحدهما مما ينعكس على نفسية الأبناء وربما يحذرون من الجلوس معهما أو تسلل الخوف من انفجار مشكلة لغياب الصبر والتفهم، ومن أجل ما يمكن وجوده هو الاحترام وضرورة عدم غيابه أو استبداله بطرق تنم عن الاستهزاء والاستخفاف والتقليل وهو ما يسمى بتشويه النمودج والتشكيك فيه مما يسعد على تحييد الدور الأساسي لكل من الوالدين والحرص على عدم تكليف أحد الأبناء للقيام بدور والده لاظهاره بالتقصير أو بث رسالة ضمنية أنه يمكن الاستغناء عنه وكذلك عدم إظهار الأم بأنها غير قادرة على إتمام أعمالها واتهامها بالتقصير وانشغالها بما هو أهم من بيتها.

إن المحافظة على النموذج وصناعة هيبته وقيمته هو المحور الأساس في المحافظة على كثير من الخلافات بين الأطراف وهو يساعد حتما على الاستقرار في وجود بيئة واعية تساعد على مواجهة جميع الموجات باختلاف الظروف.

القيمة في الحياة هي الصبر وتبادل التقدير مهما كانت الظروف لأنك تمثل نموذجاً يتجسد في قدرتك على قيادة النجاح الداخلي مهما كانت الظروف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store