Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الدراسة بعد رمضان

الدراسة بعد رمضان

A A
بعد توقف دام حوالى أسبوعين عادت الحياة للمدارس والجامعات وانتظم ابناؤنا وبناتنا في دراستهم، نسأل الله لهم العون والتوفيق.. ورغم أن التعاميم الرسمية أكدت على استمرار الدراسة خلال شهر رمضان حتى موعد إجازة عيد الفطر المبارك في الرابع والعشرين من الشهر المبارك إلا أن مستوى حضور الطلاب كان متدنياً بشكل لافت للنظر وكذلك تأخرهم في الحضور وانتشار حالة الخمول الذي أصاب معظم الطلاب أثناء الحصص أو المحاضرات، وأدى بالبعض منهم إلى النوم داخل قاعات الدرس مما أثار الكثير من التساؤلات حول جدوى الدراسة الحضورية في رمضان.

وظهرت الكثير من المطالبات بإيقاف الدراسة مع نهاية شهر شعبان واستئنافها بعد إجازة العيد.. يقول المنادون بتلك المطالبات: إن ‏الله سبحانه وتعالى قد خصَّ شهر رمضان بمميزات وفضائل دون غيره من شهور العام وأجر الأعمال الصالحة فيه مضاعف ولكي يستثمر العبد هذه الفرصة التي لا تأتي سوى مرة واحدة في العام ينبغي عليه التفرغ أو شبه التفرغ للقيام بجميع الطاعات خير قيام.. وكذلك تكون الأسر خلال الشهر الفضيل في حالة انشغال عن متابعة دراسة الأبناء وتركز على الإيفاء بمتطلبات كثيرة ومتنوعة، فلا يكون هناك مجال لمتابعة دراستهم وتحصيلهم؛ وأدائهم الاختبارات.. وخلصت تلك المطالبات إلى ضرورة تأجيل الدراسة في شهر رمضان لجميع مدارس التعليم العام والتعليم الجامعي إلى ما بعد إجازة عيد الفطر.

وهناك مطالبات من نوع آخر بضرورة استمرار الدراسة في رمضان مع تغيير نمط الانتظام من دراسة حضورية إلى ضرورة الاستفادة من إمكانيات التحول الرقمي من خلال استخدام منصة مدرستي للدراسة عن بعد، وذلك بعد النجاح الكبير لهذا النمط خلال مواسم هطول الأمطار الغزيرة وظهور الأجواء المناخية المتغيرة مثل العواصف الرملية والغبار، وتجتمع تلك الأصوات في أن الدراسة عن بعد في شهر رمضان المبارك المقبل هي الخيار الأفضل للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، خصوصاً أن الدراسة كانت حضورية طوال العام واكتسب الطلاب طوال تلك الفترة المعرفة التعليمية والمهارات الاجتماعية المطلوبة، وبذلك تكون الدراسة عن بعد مناسبة خلال الشهر الكريم لأنها تراعي خصوصية شهر رمضان المبارك مع تجنب عناء الدراسة الحضورية على الأهالي.

كما ظهر فريق ثالث من التربويين ومن أولياء الأمور يطالبون بالعودة لنظام الفصلين الدراسيين بدلاً من الفصول الثلاثة على أساس أن يبدأ الموسم الدراسي بعد إجازة الحج مباشرة وينتهي قبل شهر رمضان المبارك، حيث يؤكد المطالبون بتلك الفكرة أن هذا التوزيع كان مطبقاً طوال العقود الماضية وكانت النتائج مرضية إلى حد كبير، ومما يعاب على نظام الفصول الثلاثة استهلاكها لمعظم أشهر السنة وعدم وجود فترة كافية للإجازة الصيفية مما يؤثر سلباً على استيعاب الطلاب للدروس وضعف الدافعية للتعلم وزيادة الشعور بالملل الذي يقلل من مستوى التحصيل العلمي خاصة ان الجدول الزمني الطويل للفصول الثلاثة لا يتناسب مع متطلبات التعلم الفردي للطلاب واحتياجاتهم الخاصة حيث ظهرت مشاكل متعددة في التكيف مع فصول الدراسة المتتالية دون فترات إجازة كافية، مما يؤثر على مستوى التركيز والمشاركة الفعالة في الدروس.

وتبقى الدراسة في رمضان موضوعاً ثرياً وجاذباً للنقاش حيث تتنوع الأفكار وتتباين الآراء فهي مسألة خلافية مع ملاحظة أن هذه القضية قابلة للحل عن طريق تنظيم الجدول الزمني للفصول الدراسية بشكل مناسب، وتوفير فترات إجازة كافية للطلاب للاستراحة والاستمتاع بأنشطة الصيف وإعادة الطاقة للتعلم لتحفيز الدارسين، كما يمكن استخدام تقنيات تعليمية مبتكرة لجعل الدروس أكثر إثارة للاهتمام وجاذبية، وبالتالي تعزيز الدافعية والاستيعاب والتحصيل العلمي في المدارس.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store