Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هاني الزهراني.. عاش شجاعًا ومات شجاعًا

هاني الزهراني.. عاش شجاعًا ومات شجاعًا

بصراحة .. وأشياء أخرى

A A
أبطال الحد الجنوبي لهم واجب علينا بالدعاء لهم بالصحة والعافية والرحمة والغفران لمن ضحّى بالغالي والنفيس لأجل الدين والوطن والقيادة فهم شهداء عند الله بحوله وقوته، هم يحاربون ونحن ننعم في بيوتنا مع أهلينا، هم يسهرون لحمايتنا ووطننا من أيدٍ عابثة تمتد لمحاولة القرب من حدودنا ونحن ننام بملء جفوننا مطمئنين، هم عيدهم النصر والتضحية والبطولة والشجاعة لنفرح بعيدنا مع جيراننا.. لكم مِنّا كل تحية وتقدير ومحبة وسلام.. وقبل أيام سمعنا خبرًا لشهيد آخر ضحّى بنفسه وترك أطفاله وزوجته ليلتقط صورًا في مجال سياحة بلاده، تسلّق قمم الجبال من أجل وميض كاميرته تضيء جمال مملكتنا سياحيًا، أتى مع رفاقه ليلبّوا نداء الواجب من قيادته، ودّع أولاده وقبّل جبين باحته غيمة غيمة بالدموع كقطرات الغيث تتساقط، يبصر الباحة وطنًا، يتأمل شوارع محافظته المندق، يقرأ لوحاتها وقراها العفوص، خيرة الربيان كلها وعينه إلى السماء متمثلا ما يقوله على لسانه: (يارب احفظ باحتي وعيالي حتى أعود إليهم من مهمتي الوطنية)، ودّع والديه وأخواته، استأذن وانطلق ليكمل مسيرته وعشقه لفلاش كاميرته وهو ذاهب لمهمته في جبال السودة ليحوّل جمالها إلى صورًا تتحدث، تتنفس كالفجر كالعطر..

إنه شهيد الإبداع مصور الطبيعة والمرتفعات.. الفنان المصوّر الراحل هاني عبدالله عايض الزهراني.. ولعلنا هنا نستعيد مقولة ابنته حين سألها مراسل الإخبارية ماذا تقولين لأبيك فقالت بثقة وثبات وصبر واحتساب: «بابا عاش شجاعًا ومات شجاعًا».

‏هكذا نودّع هاني بكلمات ابنته، وهذا يعكس مدى ما زرعه والدهم -رحمه الله- من يقين ومحبة وشموخ وسمو وعرفان وانتماء وولاء وثقافة الصبر في أولاده.. ‏ذهبت روحك يا هاني لخالقها وبقي أبناؤك يترجمون ما ربيّتهم عليه.

وأخيرًا..

اتمنى إقامة معرض خاص لإبداعات الراحل هاني الزهراني تضم كل إبداعات كاميرته التي تتحدث عن حبه وعشقه لوطنه العظيم وباحته عرفانًا لإبداعه وإدخال السعادة في قلوب محبيه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store