Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشبو لمن بمعرفته رغبوا!!

No Image

A A
هو نوع من الإدمان لا يخفى على العيان، وهو العدو الذي غزانا على آخر الزمان، وهو الخطر الذي بات يحيطنا في كل مكان، وهو الضرر الذي لحق بأبنائنا فزعزع بهم الكيان، وهو الأسْر الذي قَيَّدهم فأطاعوه بكل إذعان، وأضاعوا بسببه الصحة والعقل وكل أسباب الأمان، وباعوا أنفسهم بكل جرأة وافتتان، وشَوَّهُوا حاضرهم وفرَّطوا بمستقبلهم فلم يعد لهم عنوان، حتى أصبحوا يتوارون بالزوايا والأركان، ويخلطون بين الأمور فلا مكان يضمهم ولا فرقهم زمان، فَكُلُّه في شرعهم سيَّان، وكلنا في ردعهم يبدو جبان..

تمكن منهم إدمانهم فلم يقووا عليه، وسيطر عليهم حتى أصبحوا يفرُّون منَّا إليه، وتحكَّم بهم حتى أصبحوا ملك يديه، رغباتهم حُصرِت به، وحياتهم صارت كتيه، فقد يذل أحدهم نفسه وقد يجثو على ركبتيه، في سبيل الحصول على جرعة يفسد بها رئتيه، ويقتل نفسه بيديه..

قصدوه بحثًا عن الراحة فأتعبهم، ضاقت بهم المساحة فأسرهم، ظنوه آمناً ولكنه أرعبهم، وتعاطوه ليشعروا بالسعادة فأكربهم، فإن حاولوا الوقوف بوجهه بسطوة أقعدهم، وإن حاولوا الاستغناء عنه بدوره أقنعهم، وإن فكروا بالعلاج نراه بقوة يردعهم..

ظهر لهم بادئ الأمر بوجه ولكنه تغير، وعن حقيقته مع الأيام أسفر، ولأنيابه عندما تمكن أظهر، فإن كان لهم دواء فقد أضحى أساس الداء، وإن بدا لهم هروبًا فقد أعادهم للعناء، وإن ظنوا به خيرًا فهو أعظم ابتلاء، يبدأه شابًا وبه يشيب، وإن كان راغبًا دون ترغيب، سيصبح ضاربًا في الأرض لا يلقى المجيب، وإن رآه سهلاً سيكتشف كم أنه أمر صعيب، ضاعت الصحة فلم يعد ينفع طبيب، وفَقد المتعة فلا نراه سوى كئيب، وخسر الصحب فلم يعد يلقى القريب، وبدّد المال دون حاسب أو حسيب، وانطفأ ضوؤه فلا يُرى بالرغم أن بجوفه نار اللهيب، فالعقل بات مُغَيّبا فلا رجاء بمثله وعليه لا عتاب ولا تثريب..

فانظر لنفسك واتعظ، يا صاحب العقل الأريب، وإن رأيت طريقه فانجو بنفسك وامتعض، فالفضل يظهر نفسه وعن المُحَنَّك لن يغيب..

إيمان حماد الحماد

@bentalnoor 2005

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store