Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شكراً 911 ولكن!!

A A
في يوم الجمعة الفائت، توجّهْتُ مع أهلي من جدّة إلى الطائف، ونسيتُ تعبئة خزّان سيّارتي بالبنزين كعادتي قبل أيّ رحلة برّية، وعند وصولي لسفح جبل الكُرّ أضاء حسّاس قُرْب نفاد البنزين، فتوقّفْتُ عند إحدى المحطّات للتعبئة، فما بقي من البنزين لا يكفي لصعود الجبل والتعبئة فوقه، وكانت الساعة تُشير إلى الحادية عشرة والربع صباحاً.

وفوجئتُ بإغلاق المحطّة الوحيدة في تلك البقعة لصلاة الجمعة، إذ بقيت أكثر من ساعة وعشر دقائق على الأذان والخطبتين والصلاة نفسها، فقبعْتُ منتظراً بجوار المحطّة، لا أستطيع صعود الجبل فأصلّى الجمعة في الهدا، ولا أستطيع العودة فأصلّيها في مكّة المكرّمة، وحاولتُ مع بعض المارّة شراء بعض البنزين من سيّاراتهم لكن بلا فائدة.

ومع مرور الوقت، وخوفي من كون المحطّة مُغلقة بصفة دائمة، اتّصلْتُ برقم الطوارئ 911، وكان اتّصالي واستجابة الرقم هو أحسن ما في المشهد، إذ ردّت عليّ فتاة سعودية واستمعت لمشكلتي من الألِف للياء، وطلبت منّي معرفة نوع البنزين الذي أستخدمه لسيّارتي، هل هو 91 أو 95؟ والانتظار كي تتّصل بي أقرب دورية أمنيّة في المنطقة، وبالفعل وبعد دقائق اتّصل أحد رجال أمن الطرق وسأل عن موقعي، واطمأنّ على وجودي في منطقة شبه مأهولة، وأنّ المحطّة ليست مُغلقة بصفة دائمة بل بسبب صلاة الجمعة، وأنّه قادم لمساعدتي، وربّما تنتهي الصلاة قبل قدومه، وهذا ما حصل إذ عبّأتُ سيّارتي بالكامل وتابعْتُ رحلتي.

وبعد دقائق اتّصل رجل أمن الطرق وكان قد وصل للمحطّة بنيّة تزويد سيّارتي ببعض البنزين من بنزين دوريته إن لم تكن المحطّة قد شرعت بابها للعمل مرّة أخرى، فشكرته كثيراً، وأيقنْتُ أنّ وطننا هو قُدوة للأمن والأمان، وأنّ جهود وزارة الداخلية وعلى رأسها الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز هي أنموذج عالمي وفريد للخدمات الأمنية التي تُوفّر للجميع ليل نهار بلا راحة ولا كلل أو ملل.

وبقي القول إنّنا نحتاج لقوانين تُلزِم محطّات البنزين التي لا يستغني عنها النّاس بعدم الإغلاق الطويل، أو فتحها طيلة الوقت ولو بإبقاء عاملٍ واحدٍ فيها يتبادل نوْبات العمل مع زملائه، فلا تفوتهم كلّهم الصلاة مع الجماعة، ومساعدة النّاس أو إنقاذهم فيما يطرأ عليهم في الحضر والسفر هو من ركائز الدين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store