Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أطفال الشبكات الاجتماعية

أطفال الشبكات الاجتماعية

A A
قبل أيام استوقفني طفل صغير لم يتجاوز السادسة من عمره وطلب مني متابعة حسابه على اليوتيوب وعمل لايكات له على محتواه المنشور في حسابه، وعند سؤالي له لماذا؟ قال بكل براءة «أريد أن أصل إلى مليون مشاهد حتى أصبح مشهورًا».

هذا الموقف أثار استغرابي بشكل كبير، وهذا الطفل ما هو إلا نموذج للعديد من الأطفال المهووسين بالأجهزة الذكية والمواقع الافتراضية والشخصيات المشهورة.

لا شك أن عالمنا السيبراني الحالي مليء بالعديد من مواقع التواصل الاجتماعي والتي يستخدمها المجتمع بمختلف فئاتهم، وشكّلت تلك المواقع مجتمعات افتراضية تتواصل مع بعضها البعض بكل سهولة ومن أي مكان، وقضاء الوقت من خلالها ومتابعة الأخبار والأحداث بسرعة وسهولة، ولم يعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي محصورًا على فئة عمرية معينة بل أصبح حتى الأطفال الصغار لديهم الهوس العجيب بدخول هذا الفضاء السيبراني وسبر أغواره رغم عدم درايتهم بمخاطر تلك المواقع.

هوس الأطفال في الوصول إلى الشهرة المبتذلة وزيادة عدد المتابعين لحساباتهم على الشبكات الاجتماعية نتيجة حتمية للاستخدام المفرط للأجهزة الذكية المتصلة بالانترنت وبقاءهم بالساعات الطويلة يتنقلون بين صفحاتها الافتراضية ومتابعتهم للكم الهائل من المنتجات الإعلامية المختلفة بغض النظر عن جودتها ومدى مناسبتها لهم، ويبقى السؤال المهم هل تعي الأسر سلبيات مواقع التواصل وأضرارها وخاصة على الأطفال وما تسببه لهم من عدم انتظام في النوم وتشتت الانتباه وتنمر إلكتروني ومشكلات صحية كضعف النظر وكذلك تأثيرها على منظومة القيم الاجتماعية، وغيرها من الأضرار التي قد يتعرض لها الأطفال.

لذلك على ولي الأمر أن يحرص على تنظيم استخدام أبنائه لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل سليم تساعدهم على اكتساب المعارف والمهارات اللازمة من أجل مستقبلهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store