وفي مقدمة هذه القصور ؛ قصر جبرة، وقصر الكعكي، وقصر البوقري؛ التي وافقت هيئة التراث على البدء في إجراءات نزع ملكيتها، من ناحية الرسوم التشكيلية والهندسية للقصور مواقعها المميزة، حيث بنيت القصور بملامح العمارة الحجازية ممزوجة بالعمارة الرومانية، التي تعتمد في هويتها الخارجية على زخارف جصية وحجرية فنية مميزة، ومنحوتات خشبية، تحيطها البساتين الغناء وتجملها برك المياه على واجهات القصور التي شيدت من الأحجار المحلية والأخشاب والنورة والبطحاء.
وفي جانب آخر يقع آخر قصر الكعكي الذي بني عام 1358هـ في حي السلامة، الذي تمت الاستعانة في بنائه بالعمال المحليين والمهندسين لرسم الهيكل العام وكروكي المساحة من الداخل والخارج، حيث يتكون القصر من ثلاثة طوابق، تحتوي على 40 غرفة، و 10 دورات مياه، و 6 مطابخ، وقد شيد على الطراز المعماري الروماني الذي شاع في المدن العربية في أوائل القرن العشرين الميلادي.
وهناك قصر البوقري الذي يقع غرب المنطقة المركزية التاريخية بمدينة الطائف بحي قروى في شارع الجيش، حيث بني القصر في بدايات القرن الرابع عشر وتحديداً عام 1348هـ، كما يدل على ذلك نقش كتابي على البوابة الرئيسة للمبنى، ويتكون القصر من دورين على واجهة جنوبية يتوسط بستان يعد من أهم بساتين الطائف، وقد تحلى بكثير من الزخارف الخشبية والرواشين والنوافذ المزخرفة، ويوجد به عدد من الغرف والمجالس ذات مساحات مختلفة مع المرافق العامة.
وأوضح أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله بن حسين الشريف، أن إعلان هيئة التراث الموافقة على البدء في إجراءات نزع ملكية ثلاثة قصور تاريخية في مدينة الطائف يأتي في إطار جهودها في حفظ وحماية التراث الوطني وتنميته واستدامه دوره في التعبير عن التراث الوطني و البعد التاريخي لتلك المعالم الدالة على عمق وأصالة التراث السعودي، الذي لا يزال ماثلاً للعيان على الخارطة السعودية وبأيدٍ وطنية، يحمل بصمة و خبرة ابن هذا الوطن ويمثل استمرار و تنامي الفن المعماري الإسلامي على هذه الأرض المباركة عبر العصور، ومتناغماً مع الفنون العالمية المعمارية القديمة والحديثة.
وأضاف أن هذه القصور الثلاثة وأمثالها شواهد على التاريخ ورمز للتراث الوطني، فقصر جبرة نزل فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- واستضاف فيه ضيوف دولته، كما سكنه الملك سعود - رحمه الله -، وهو على ما هو عليه من العمارة الإسلامية وفنونها وجمالياتها مقتبساً من فنون العمارة العالمية، ويشبهه في ذلك فناً وقيمة قصرا البوقري والكعكي.
وأبان أن الطائف بما لها من موقع جغرافي بالقرب من مكة المكرمة وبما تملكه من جمال الطبيعة وحسن المناخ والبيئة، كل هذا يجعل منها مصيفاً مميزاً يخدم التنمية والسياحة في المملكة.