المتأمل بنظرة ثاقبة في حال المملكة العربية السعودية قبل عقدين ماضيين من الزمان وحالياً، يجد في نفسه العجب مرغماً لا بطلُ، حيث أن المملكة قد احتلت المركز الأول على دول العالم بأسره في فترة وجيزة، متجاوزةً بذلك الكِبار من الدول العظمى التي هي منشأ الذكاء الصناعي، ولا ضير فقد خَطَت المملكة أيضاً خطوات كبيرة مضطردة مبنية على أُسس علمية مدروسة في مجال الحوكمة الإلكترونية، وحقّقَت المركز الثالث عالمياً، متفوقةً على العديد من دول الغرب والشرق، وقد يتبادر للمتأمل سؤال، مضمونه: كيف أستطاعت هذه الدولة الفتيَّة أن تتسابق مع دول لها بصمتُها المعروفة في هذا المجال، مع الأخذ في الاعتبار توغّل زمن حضاراتها التاريخي في القِدَم؟ وقد استطاعت مناطحة مراتبها المتقدمة في عدد من المجالات، منها الذكاء الاصطناعي الذي نحن بصدد الفخر والتغنّي بهذا الإنجاز الكبير، الجواب على هذا السؤال يحتاج مؤلفات كثيرة، وليس حصره في هذا المقال المُختصر، ولكن دعونا ندلُف ولو بالتلويح إلى بعض المقتطفات ولو في عجالة قصيرة، أولاً لا يمكن أن يكون هناك إنجاز ما بدون استقرار أمني، وهذا هو الأساس في تقدم الدول وإنجازاتها، ونحن في هذا البلد العظيم قد حبانا الله بقيادة حكيمة استطاعت بحنكتها وشفافيتها أن تخلق بيئة أمنية شاملة في جميع أنحاء المملكة، ثانياً لم تكن عشوائية في خطط نهضتها، بل درسَت وخطّطَت، ثم نفذَّت على أعلى المستويات، ثالثاً ذهبت تُغدق الأموال الطائلة دون تقتير على البِنَى التحتية في كل مجال يُراد به خدمة المواطن ورفاهيته في المقام الأول، ثم مواكبة الحضارة العالمية المتسارعة باقتدار وندية منقطعة النظير، ثالثاً تجاوب الشعب السعودي المخلص لربه ثم لقادته وانتمائه وحبه لوطنه، بالتناغم مع توجهات خطط الدولة الطموحة، ومنها مجال الذكاء الصناعي الذي له الدور الكبير في تنفيذ رؤية 2030 المباركة، فهنيئاً لهذا الشعب المخلص بهذه القيادة الطموحة، وهنيئاً لهذه القيادة الحكيمة بهذا الشعب الوفيّ.