عندما أقود السيارة مسافرًا لزيارة مسجد الرسول والسلام على قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم لا أنسى كل الاحتياطات اللازمة للقيادة الآمنه والأخذ بتعليمات رجال المرور هنا وهناك ولكن ثمة ما يشدني إلى المدينة المنورة ونحن نتذكر هجرة الرسول إليها عندما أنشدوا (طلع البدر علينا) ثم بعد ذلك تاريخ مدينة الرسول في عهد الخلفاء الراشدين حيث كانت عاصمة الخلافة ومنشأ الأمة الإسلامية الجديدة إلى حين مقتل عثمان وخروج الشيعة والخوارج من صدر هذه الأمة فكانت معركة الجمل وكانت جريمة قتل الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من آمن من الصبيان والذي بات على فراش الرسول على يد عبدالرحمن بن ملجم.
انتقلت الخلافة الإسلامية إلى دمشق على يد الصحابي معاوية بن أبي سفيان وانتشرت الفتوحات الإسلامية في شتى بقاع العالم ولكن ظلت طيبة الطيبة منارًا للفقة والحديث وقيل (لا يفتى ومالك في المدينة) فكان كل الصحابة والتابعين يتمنون البقاء في مدينة رسول الله والتي احتوت على قبره ومسجده.
تطالعك النفحات الإيمانية بمجرد اقترابك من المسجد النبوي الشريف فلا يبقى لك سوى رغبة الجلوس أو الاعتكاف في مسجد رسول الله وهناك تزول الأحقاد والأضغان كما تزول الفوارق بين الناس فلا يبقى سوى الرغبة في الصلاة والسلام على رسول الله وقراءة القرآن الكريم.
في بلادنا ليس ثمة فوارق وطبقات بين سني وشيعي أسود أو ابيض ولهذا السبب تجد الكل وراء القيادة الرشيدة صفًا كاملاً ويدًا بيد حتى يؤدي المؤمن عبادته على خير وجه وإتقان.