تلقيت دعوة كريمة من المرشدة السياحية الأستاذة عبير أبو سليمان لزيارة متحف الحرمين وحضور محاضرة عن منطقة جدة التاريخية في صالة الصفوة بجدة بارك للمحاضر الدكتور عدنان عباس عدس (عضو لجنة الأيكوموس السعودي).. البداية كانت جولة في متحف الحرمين الشريفين استمعنا لشرح مستفيض من الأستاذ سمير هوساوي وهو من العناصر الوطنية الشابة المتفائلة بالمستقبل ثم توجهنا إلى متحف المقتنيات الأثرية، المكان يحتوي على كسوة للكعبة المشرفة في العصور السابقة وبعض المكاييل والموازين التي كانت تستعمل في ذلك الزمان والعملة المتداولة في العصور السابقة التي كان أغلبها يغلب عليه طابع المعادن من ذهب وفضة ونحاس ثم الأواني الفخارية حتى مرحلة صناعة الخزف والزجاج لشرح مستفيض من أحد الشباب.. ثم حان موعد صلاة المغرب وبعد أداء الفريضة توجهنا إلى صالة الصفوة وعلى جانب المنصة شاشتان كبيرتان لحظات وحضر الدكتور عدنان.. ثم بدأ المحاضر بنبذة تاريخية عن جدة مستعينًا بالتقنية حيث الصور على شاشتين موضحاً كل صغيرة وكبيرة وكيف كانت جدة مركزاً تجارياً مهماً لكل بقاع الأرض حيث كانت تأتي البضائع باعتبارها مركزاً رئيسياً ثم بعد ذلك تصدر إلى شتى البقاع.
ثم تحول الحديث عن الفن المعماري وعن تخطيط المنطقة ووصف البرحات المنتشرة في المدينة التاريخية كبرحة نصيف وغيرها تنصب فيها الدكاك في مناسبات الأفراح وتضيء جوانبها بالمشاعل والفوانيس وتستعرض فيها كل الفنون الشعبية ثم تطرق إلى الرواشين الخشبية مستعرضاً كل أنواع الأخشاب حتى يخال لك أنه (خبير غابات) ثم تطرق إلى مواد البناء حيث الحجارة والجير الرملي وبدأت أردد في دواخلي ما شاء الله الرجل أكاديمية متحركة وسرحت بالخيال حيث توأمة جدة غرب البحر (سواكن) نفس الملامح والشبه، تذكرت بيت الشناوي الذي يتكون من 360 غرفة عدد أيام السنة، لكن شتان بين جدة وسواكن.. وبدأت أردد الله المستعان على وطني الجريح.