.. لم يكن يتكلم ولكنه يغرقني بكلمات يفهمها قلبي.. ولا يمل من سماعه...
لم يكن يتحرك ولكنه كان يأخذني لكل العالم باحساسه.. كان طفلا في براءته وطهارة قلبه.. ورجلا بنبله وعقله.. الصدق اسلوبه.. والعناد ميزته.. والشجاعة حياته.. قوياً رغم اعاقته.. يعشق التحدي.. ولا يقبل الهزيمة ابداً... كان يمتلك غيرة لا يملكها بعض الرجال... كان ملاكا.. كانت ضحكته تلون كل الحياة.. كان هديتي.. كان فخري.. وسندي... فقدته.. ففقدت كل التفاصيل.. عام مضى دون ان يكون بجواري.. دون ان يرافقني.. دون ان يتقاسم الحياة معي.. عام مضى دون ان يفارق خيالي.. تزين الحياة لدي عندما اشاهد اسمه.. ويضحك قلبي عندما اتغنى بذكرياته.. قد اكون فارقته جسدا ولكن ما يطمئنني انه بجوار امه وابيه... قد اكون فارقته جسدا ولكن روحي معه.. فهي لم تعتاد الحياة الا به...
عام مضى على فقدك يا زهير يافقيدي وانا افتقدك اخاً وحبيباً وطفلاً ورفيقاً وصديقاً.. عام مضى وانا في كل يوم احملك معي.. دون ان تغيب عني.. فمسكنك روحي وقلبي.. لم نفترق يوماً..
لقد خلقت لتبقى معي ابد العمر.. يا زهير الحاضر الغائب..