قصة المثل تقول إنه كان هناك فلاح يملك مجموعة من الخيول الأصيلة وكان الفلاح يدرب خيوله يومياً فيفتح لها الإسطبلات ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة وكان لهذا الفلاح بقرة (شقراء) عزيزة على قلبه، فكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها وتركض بأقصى سرعتها والفلاح مندهش من فعل تلك البقرة.. وكان كلما انطلقت الخيول ورأى ما رأى قال: «مع الخيل يا شقرا»، فذهبت هذه العبارة مثلاً يضرب لمن يحاكي ويقلد كل شيء ويندفع فيما خلق له وما جعله الله لغيره ولا يصلح له وهؤلاء هم من يطلق عليهم إمعة.
ويوجد كثير من الناس يحذون حذو هذه البقره نطلق عليهم الإمعات وهم القوم الذين يتبعون غيرهم على الضلال ويمشون خلفهم على جهل وقلة دراية بالأمور وتبعاتها تجدهم سذجاً يندفعون مع كل مندفع بعشوائية دون هدف واضح ولا معالم معروفة وللأسف يجدون من يصفق لهم وبقوة، ونرى كثيراً منهم يعلمون الحق ويعلمون أنهم يسيرون وراء باطل ويستمرون فهم مع أشكالهم على الحق والباطل ويستميتون دفاعاً عنهم بكل عنجهية وعصبية يعرفون أنهم على ضلال وسفه ويتبعونهم ويقعون مثلهم ويركضون وراء شعاراتهم المضللة والمبتدعة ويخرجون عن المألوف الذي أوصانا به رسول الله أو ما كان عليه الصالحون فنجد الإمعات يقتدون بهم ويحرصون على القول بآرائهم واعتقاداتهم ويسلمون بها تسليماً مطلقاً ويتعصبون لأشخاص ورؤوس لأنهم منهم أو من طبقتهم أو من المشاهير في الدنيا ونسوا هؤلاء أنهم لن يغنوا عنهم يوم القيامة شيئاً ولن يعذروا أمام الله بمتابعتهم على كل وسائل الإعلام وتقليدهم بأفعالهم وآرائهم التي تخالف ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية.
أولئك السفهاء الذين يتبعون قرناءهم وأصدقاءهم في كل شاردة وواردة ويكونون عبيداً لهم يستنيرون بعتمتهم ويتبعون القطيع ويقودونهم كما يشاؤون ويجعلونهم أدوات ينفذون بها خططهم الدنيئة وما يأمرون فباتوا أسرى لرغباتهم لا يتصرفون إلا بإذنهم وتحت مشورتهم وكأن بهم مساً من السحر وهذا كله بسبب ذل المعاصي وظلمة القلوب فهم مجرد إمعات ضعيفة لا تستطيع التحرر من رقّ عبوديتهم وذلهم!
ومن الذين يتبعون القطيع أيضاً بعض المثقفين والمنتسبين للعلم والدين تراهم متلونين ومتناقضين لديهم اضطراب في الشخصية والرأي لا يملكون سمات محددة ولا مواقف ثابتة ولا أي اتجاه فكري، هم كل يوم بمذهب، وكل وقت برأي جديد واتجاه آخر، لا يثبتون على شيء وهذا لأنهم لم يصدقوا الله فتركهم في الظلمات يعمهون ولو أنهم صدقوا الله وساروا على الحق لهداهم الله إليه وثبت أقدامهم وقلوبهم.
وللتخلص من الإمعية يجب أن يصاحب الشخص الصالحين الصادقين، لا يستسلم للواقع المرير ولا الدوران في فلك السيئين، نسعي جاهدين إلى تغيير أنفسنا وإصلاح مجتمعاتنا، ولا نرضخ تحت وطأة بيع دينك بدنياك، ولا التخلي عن مبادئنا الإسلامية ولا نلهث خلف كل ناعق وناعقة، المتبعة لكل جديد ولو كان سيئاً.
وأخيرًا.. (لا تكونوا مع الخيل ياشقرا).
حنان حسن الخناني
@hananha00500728