الرقائق الإلكترونية حاضرة كضرورة قصوى وعظمى في مكونات تكنولوجيا المعلومات والتقنية ثم مروراً بتليفونات الجوال والأجهزة الطبية وعلى ذلك نقيس...في عام ٢٠٢١ م تباطأ الإنتاج وتعطل في بعض أيامه بالنسبة لعالم السيارات على مختلف الأقطار.. رغم الخطط الإستراتيجية البديلة.. والحقيقة التي يجدر ذكرها لذوي العقول الثقيلة والرزينة التي تتحقق من صحة المعلومات، أن كارثة كورونا ليست السبب بشكل دقيق.. بل بسبب الحظر والامتناع الذي فرضته الصين وتايوان؛ الملاك الحصريون لهذه الرقائق والشرائح البالغة الأهمية، والتي تعمل كعامل مشترك وقاسم أكبر في سائر التكنولوجيا.. إنها روح التكنولوجيا العامة.. والتي بدونها هي مجرد هياكل تقنية ميتة لا جدوى منها! ومن ثم تشخص أحداق القارئ الكريم تعجبًا حينما يعلم أن بعض أجزاء سيارته الأمريكية أو الألمانية أو اليابانية هي صينية الصنع.. بل يتعدى الأمر إلى ما هو أخطر وأكبر من ذلك فهي تركيبة أساسية في الطائرات العسكرية والمدنية وكذلك الأسلحة.. هذا ولم يسد وادي السليكون الأمريكي تلك الثغرة..
ومن مبهجات الأخبار وروائع الأنباء توجه المملكة العربية السعودية لإنتاج الرقائق الذكية كونها النفط الجديد في مستقبل الاقتصاد بالإضافة إلى ما لها من أهمية عالية في عالم التقنية وثورة المعلومات بما في ذلك تقانة الذكاء الصناعي والحوسبة السريعة وقد يكون قريباً التطوير بتقنية النانو لهذه الرقائق والشرائح فتصبح متناهية الصغر وفائقة الجودة متماهية في معظم الأشياء.. هذه الرقائق هي من الأسباب الحقيقية في معضلات الأمور بالنسبة للدول الكبيرة وأكبر مثال على ذلك ما يحدث بين أمريكا والصين مع ما يعيشه العالم من أنظمة مركبة ومزدوجة في معاييرها.. واضحة وعادلة أحياناً وضبابية ديكتاتورية أحياناً.. تتذبذب ما بين محاولة الهيمنة القوية أو المسالمة الضعيفة على منابع ومصانع هذه الشرائح الحيوية لتفادي تبعات ما تؤول إليه حال تلاشيها.. السباق العالمي وحرب الرقائق الإلكترونية من أجل السيطرة على سوق الرقائق مشهود على صفحات الأخبار وشاشات التلفزيون ولم ولن يتوقف عند تصفية أو تسوية.. وأبلغ المقال خاتمة وأسمنه فائدة.. أننا نتطلع إلى دمج هذا الخام أو الذهب الإلكتروني في رؤية ٢٠٣٠، بل هو من ضمن ما يخطط له فعلياً في معية الأمن السيبراني والذكاء الصناعي.. فلا أحد من خبراء العالم من هو في شك من محطات المستقبل هذه فهي الحضارة الواعدة وجيل التقنية القادم.