أكثرنا يبحث عن الراحة فيظن أنه سيجدها حتماً في مكان جميل وهادئ، وهذا خطأ، فهدوء الأماكن لا يريح، بل أنه أكثر إرهاقاً للأعصاب وللعقل من الضجيج.
فالراحة الفعلية هي أن ترتاح من ذاتك، أن تجد ما يشغل تفكيرك عنها بتلاوة القرآن والذكر والتسبيح واللجوء الى الله والتضرع له وطلب راحة البال منه، فحياتك وكل من حولك، كل ذلك هو في داخلك انت، متاعبك وقلقك ومشاكلك هي في داخل نفسك، فإذا لجأت إلى مكان هادئ نائ، فأنت تبتعد عن دنياك الخارجية، فقط ولكنك لا تبتعد عن دنياك الداخلية التي تسكنك، لأن الهدوء يتيح لك فرصة أكبر لمواجهة نفسك، فإذا بك تجد عقلك مشغولا، وأنت على آلاف الاميال من منزلك أو مكتبك، وبنفس المشاكل التي ينشغل بها عقلك وأنت في داخل مكتبك وتصاب بالصداع، وتتوتر أعصابك وكأنك لست في إجازة وكأنك لا ترتاح!
فعندما نكتب عن آلامنا، ليس للفت الانتباه، أو لطلب الشفقة، أحياناً تفيض بداخلنا المشاعر المخزونه، فنرّوح عن انفسنا بالكتابة عنها فنشعر ببعض الراحه، قد يكون ما يحزننا شئ لا يذكر وقد نخجل أن نبوح به لكنها رواسب تراكمت فاثقلنا حملها فنبوح بها.
حنان حسن الخناني
HananHa00500728@