أكثر من خمس عشرة سنة ولا تزال أسبوعية القحطاني الثقافية تمارس بسط ذراعيها بجناحي الفكر والأدب لتطير إلى غمام الثقافة لتنثر زخّات وطنية فلسفية بداخلها الفرح والتزود بشتى أنواع الفنون بحكمة ورويّة وإتقان وإبداع.. وكل من سألته عن هذه الأسبوعية ممن أعتاد زيارتها وحضورها والمشاركة فيها يقول: أول ما يلفت انتباهك الاستقبال بوجه طلق وابتسامة تسكن شفاههم ولسان لا ينفك بالترحاب بفرح وكأنهم يعرفونك منذ أمد وتشعر من كثرة التحايا انك صاحب المنزل وهم الضيوف محققين قول الشاعر:
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا..
نحن الضيوف وأنت رب المنزلِ
وحين تدلف مجلس الأدب تجد ترحاب من نوع آخر من الدكتور عبدالمحسن القحطاني صاحب الأسبوعية الذي حول بيته ومجلسه لزوّاره ومرتاديه، وحين تجلس تجد كل أنواع الكرم العربي الأصيل.. وما إن يأتي ضيف الأسبوعية وتبدأ حتى تنهل من معارف شتّى من العلوم وكل الحاضرين من وجهاء المجتمع منهم المثقفون والأدباء والنقاد وجمع كبير من الإعلاميين.
وما أن تسمع بنهم بالغ المداخلات لا تعلم وقتها هل هي محاضرة أو ندوة أو أمسية أخرى غير الذي سمعته أو شاهدته، -يكمل صاحبي- أصدقك القول: دون أن تنتبه تلتقط من على الطاولة قلما وورقة وتكتب حتى لا يفوتك جمال الإبداع الذي قيل وحتى لا تنسى المعلومات الثرية التي التقطتها أذنك.
انتهى صاحبي من هذا الوصف المشوق، بصراحة شدني ما قال، على أمل حضور فعالياتها وأمسياتها في وقت قريب، وتساءلت في نفسي ليت عندنا في جدة مثل هذه المنتديات والأسبوعيات التي كنّا نسمع عنها مثل اثنينية عبدالمقصود خوجه يرحمه الله وأحدية أنور عشقي والكثير، ياليت تظل من الأحد حتى الخميس وأنت تسبح كل يوم ثقافة وتجدف أدبا، أعتقد أيها السيدات والسادة أن عروس البحر جدة تستحق.
وأخيراً...
يا خالد في صدري شي ودي أقوله
كل ما جيت أرتاح ينقلب لوني
مرة فرح وباقي يهتز وتر صوله
مدري هو من الذكرى ولاّ شي فيني
تراني تعبان من كثر يومي وطوله
أبنتظر ولا تقول يا شينك وشيني
تصدق سافرت ذكراي بينه وبيني
كني طاير فوق السحاب ولاّ بجيني